Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 10, Ayat: 103-103)
Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
والحق سبحانه قد أنجْى - مِنْ قَبْل - رُسله ومَنْ آمنوا بهم ، لتبقى معالم للحق والخير . ومن ضمن معالم الخير والحق لا بد أن تظل معالم الشر ، لأنه لولا مجيء الشر بالأحداث لتي تعَضُّ الناس لما استشرف الناس إلى الخير . ونحن نقول دائماً : إن الألم الذي يصيب المريض هو جندي من جنود العافية لأنه ينبه الإنسان إلى أن هناك خللاً يجب أن يبحث له عن تشخيص عند الطبيب ، وأن يجد علاجاً له . والألم يوجد في ساعات اليقظة والوعي ، ولكنه يختفي في أثناء النوم ، وفي النوم رَدْع ذاتيٌّ للألم . وقول الحق سبحانه هنا : { ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ كَذَلِكَ حَقّاً عَلَيْنَا نُنجِ ٱلْمُؤْمِنِينَ } [ يونس : 103 ] . هذا القول يقرر البقاء لعناصر الخير في الدنيا . وكلما زاد الناس في الإلحاد زاد الله تعالى في المدد ، ففي أيِّ بلد يُفْترى فيها على الإيمان ويُظلم المؤمنون ، ويكثر الطغاة تجد فيها بعض الناس منقطعين إلى الله تعالى ، لتفهُّم حقيقة القيم ، وحين تضيق الدنيا بالظلمة والطغاة تجدهم يذهبون إلى هؤلاء المنقطعين لله ، ويسألونهم أن يدعوا لهم . وقد ألزم الحق - سبحانه وتعالى - هنا نفسه بأن يُنجِي المؤمنين في قوله سبحانه : { … كَذَلِكَ حَقّاً عَلَيْنَا نُنجِ ٱلْمُؤْمِنِينَ } [ يونس : 103 ] . ويقول الحق سبحانه وتعالى بعد ذلك : { قُلْ يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي شَكٍّ … } .