Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 10, Ayat: 31-31)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

أي : أن الحق سبحانه يقول لرسوله صلى الله عليه وسلم : اسألهم هذا السؤال ، ولا يسأل هذا السؤال إلا مَنْ يثق في أن المسئول لو أدار في ذهنه كل الأجوبة ، فلن يجد جواباً غير ما عند السائل . ومثال ذلك من حياتنا - والله المثل الأعلى - إن جاء لك من يقول : أبي يهملني ، فتمسك به ، وتسأله : من جاء لك بهذه الملابس وذلك القلم ويُطعمك ويُعلِّمك ؟ سيقول لك : أبي . وأنت لا تسأله هذا السؤال إلا وأنت واثق أنه لو أدار كل الأجوبة فلن يجد جواباً إلا الذي تتوقعه منه ، فليس عنده إجابة أخرى لأنك لو كنت تعرف أنه سوف يجيبك إجابة مختلفة لما سألته فكأنك ارتضيت حكمه هو في المسألة . والحق سبحانه وتعالى قال في بداية هذه الآية الكريمة : { قُلْ } كما أنزل عليه مثيلاتها مما بُدىء بقوله سبحانه : { قُلْ } مثل قوله سبحانه : { قُلْ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ } [ الصمد : 1 ] . وهذا ما اقتضاه خطاب الحق سبحانه دائماً للخَلْق ، ويختلف عن خطاب الخَلْق للخَلْق ، فحين تقول لابنك : " اذهب إلى عمِّك ، وقُلْ له كذا " . فالابن يذهب إلى العمِّ ويقول له منطوق رسالة الأب ، دون أن يقول له : " قُلْ " ، أما خطاب الحق سبحانه للخلق ، فقد شاء سبحانه أن يبلِّغنا به رسوله الله صلى الله عليه وسلم كما نزل { قُلْ } فالرسول صلى الله عليه وسلم أمين في البلاغ عن الله تعالى ، لا يترك كلمة واحدة من الوحي دون أن يبلِّغها للبشر ، وما دام الحق سبحانه وتعالى هو الذي أمره ، فهو يبلغ ما أمِرَ ، حتى لا يحرم آذان خلق الله تعالى من كل لفظ صدر عن الله سبحانه . وكذلك أمر الحق - سبحانه - هنا لرسوله صلى الله عليه وسلم بأن يقول : { مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ ٱلسَّمَآءِ وَٱلأَرْضِ … } [ يونس : 31 ] . ونحن نعلم أن الرزق هو ما يُنتفع به ، والانتفاع الأول مُقوِّم حياة ، والثاني تَرَفٌ أو كماليات حياة ، والرزق الذي هو أصل الحياة هو ماء ينزل من السماء ، ونبات يخرج من الأرض . وهكذا قال الحق سبحانه السؤال والإجابة معروفة مقدَّماً ، فلم يَقُلْ لرسوله صلى الله عليه وسلم : " أجِب أنت " بل ترك لهم أن يجيبوا بأنفسهم . وكذلك جاء الحق سبحانه بسؤال آخر : { أَمَّن يَمْلِكُ ٱلسَّمْعَ وٱلأَبْصَارَ … } [ يونس : 31 ] . والسمع والبصر هما السيدان لملَكَات الإدراك لأن إدراك المعلومات له وسائل متعددة ، إنْ أردتَ أنْ تُدرك رائحة فبأنفك ، وإن أردتَ أنْ تدرك نعومة فبلمسك وببشرتك ، وإنْ أردتَ أن تدرك مذاق شيء فبلسانك ، وإنْ أردت أن تتكلم فبأجهزة الكلام وعمدتها اللسان ، وإنْ أردتَ أن تسمع فبأذنك . وكذلك تتجلَّى لك المرائي بعينيك ، ثم تأتي إدراكات متعددة من الحواس لتُكوِّن أشياء نسميها الخميرة ، توجد منها القضية العقلية الأخيرة ، فالطفل أمام النار يجد منظرها جميلاً جذاباً ، لكن ما إن يلمسها حتى تلسعه فلا يقرب منها أبداً من بعد ذلك لأنه اختبرها بحواسه فارتكزت لديه القضية العقلية وهي أن هذه نار محرقة ، واستقر هذا لديه يقيناً . وهكذا تكون الإدراكات الحسية إدراكات متعددة تصنع خميرة في النفس تتكون منها الإدراكات المعنوية . إذن : فوسائل العلم للكائن الحي هي الحواس ، وهذه الحواس تعطي العقل معطيات تنغرز فيه لتستقر من بعد ذلك في الوجدان فتصبح عقائد . إذن : فمراحل الإدراك هي : إدراك حسيٌّ ، وتفكُّر عقليٌّ ، فانتهاء عَقَدِيٌّ ولذلك نسمِّي الدين عقيدة . أي : أنك عقدت الشيء في يقينك بصورة لا تحلُّه بعدها من جديد لتحلّله ، فهذا يُسمى عقيدة . ولذلك حينما أراد الله - سبحانه وتعالى - أن يقصَّ علينا مراحل الإدراك في النفس الإنسانية ليربي الإنسان معلوماته ، قال الحق سبحانه : { وَٱللَّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمُ ٱلْسَّمْعَ وَٱلأَبْصَارَ وَٱلأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } [ النحل : 78 ] . لذلك يقال : " كما ولدته أمه " ، أي : لم يُعْطَ القدرة على استخدام حواسِّه بعد ، ثم يجعل له الحق سبحانه الحواس ، ويجعله قادراً على استخدامها . ولم يذكر بقية الحواس ، بل جاء بالسيدين ، وهما السمع والبصر لأن آيات الكون تحتاج إلى الرؤية ، وإبلاغ الرسل يحتاج للسماع ، وهما أهم آلتين في البلاغ ، فأنت ترى بالعين آيات الكون ومعجزات الرسل ، وتسمع البلاغ بمنهج الله سبحانه وتعالى من الرسل . وقد لفتنا الإمام علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - إلى العجائب فقال : " اعجبوا لهذا الإنسان ، ينظر بشحمٍ ، ويتكلم بلَحْمٍ ، ويسمع بعظمٍ ، ويتنفس من خَرْمٍ " . فالصوت يطرق عظمة الأذن ، ويرنّ على طبلتها ، ونرى بشحمة العين ، وننطق بلحمة اللسان . وأضاف البعض : " ونشمْ بغضروف ، ونلمس بجلد ، ونفكر بعجين " . فالإنسان يولد وكأن مخه قطعة من العجين التي تعمل في استقبال المعلومات من الكون وتخزينها فيه ، وهي التي ستكون ركيزة لتشكيل الفؤاد من بعد ذلك . وجاء قول الحق سبحانه هنا في الآية التي نحن بصدد خواطرنا عنها بوسيلتين من وسائل الإدراك ، وترك بقية الوسائل الثلاث الأخرى الظاهرة ، مع أن العلم الحديث حين تكلم عن وظائف الأعضاء ، احتاط للأمر وقرر أن هذه الحواس هي الحواس الخمس الظاهرة . وهذا يعني أن هناك حواسّاً أخرى غير هذه سيكشف عنها ، وهي حواس لم يكن القدماء يعرفونها ، مثل حاسة البَيْنَ بَيْنَ ، التي نفرق بها بين أنواع الأقمشة والأوراق وغيرها ، وكثافة هذا النوع من ذاك ، وهذه الحاسة توجد بين لمستين من إصبعين متقاربين . وكذلك حاسة العَضَل التي تزن ثقل الأشياء ، وتعرف حين تحمل ثقلاً ما مدى الإجهاد الذي يسببه لك ، وهل يختلف عن إجهاد حَمْل ثقلٍ آخر . وحين نظر العلماء في معاني الألفاظ قالوا : " النظائر حين تخالف فلا بد من علّة للمخالفة " فالسمع آلة إدراك ، والبصر آلة إدراك ، فلماذا قال الحق سبحانه في آلة الإدراك " السمع " ، وقال في الآلة الثانية " الإبصار " ؟ ، ولماذا جاء السمع بالإفراد ، وجاء الإبصار بالجمع ، ولم يأتْ بالاثنين على وتيرة واحدة ؟ فنقول : إن المتكلم هو الله تعالى ، وكل كلمة منه لها حكمة وموضوعة بميزان ، وأنت حين تسمع ، تسمع أي صوت قادم من أي مكان ، لكنك بالعين ترى من جهة واحدة ، فإنْ أردتَ أن ترى ما على يمينك فأنت تتجه بعينيك إلى اليمين ، وإنْ أردت أن ترى ما خلفك ، فأنت تغيِّر من وقفتك ، فالأذن تسمع بدون عمل منك ، لكن البصر يحتاج إلى عمليات متعددة لترى ما تريد . وأيضاً فالسمع لا اختيار لك فيه ، فأنت لا تستطيع أن تحجب أذنك عن سماع شيء ، أما الإبصار فأنت تتحكم فيه بالحركة أو بإغلاق العين . وجاء الحق - سبحانه وتعالى - بالسمع أولاً لأن الأذن هي أول وسيلة إدراك تؤدي مهمتها في الإنسان ، أما العين فلا تبدأ في أداء مهمتها إلا من بعد ثلاثة أيام إلى عشرة أيام غالباً . وهنا يقول الحق سبحانه : { أَمَّن يَمْلِكُ ٱلسَّمْعَ وٱلأَبْصَارَ … } [ يونس : 31 ] . والحق سبحانه يملكها لأنه خالقها وهو القادر على أن يصونها ، وهو القادر سبحانه على أن يُعَطِّلها ، وقد أعطانا الحق مثالاً لهذا في القرآن فقال عن أصحاب الكهف : { فَضَرَبْنَا عَلَىٰ آذَانِهِمْ فِي ٱلْكَهْفِ سِنِينَ عَدَداً } [ الكهف : 11 ] . فَعَطَّل الله سبحانه أسماعهم بأن ضرب على آذانهم ، فذهبوا في نوم استمر ثلاثة قرون من الزمن وازدادوا تسعاً . كيف حدث هذا ؟ … إن أقصى ما ينامه الإنسان العادي هو يوم وليلة ، ولذلك عندما بعثهم الله تساءلوا فيما بينهم : { قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ كَم لَبِثْتُمْ قَالُواْ لَبِثْنَا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ … } [ الكهف : 19 ] . ولكن هيئتهم لم تكن تدل على هذا ، فإن شعورهم قد طالت جدّاً ، بل إن لونها الأسود قد تبدل وأصبحوا شيباً وكهولاً ، ولذلك قال الحق سبحانه : { لَوِ ٱطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَاراً وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْباً … } [ الكهف : 18 ] . ونلحظ هنا ملحظاً يجب الانتباه إليه ، ففي هذه الآية الكريمة يقول الحق سبحانه : { أَمَّن يَمْلِكُ ٱلسَّمْعَ وٱلأَبْصَارَ … } [ يونس : 31 ] . بينما يقول في آية أخرى في سورة السجدة : { وَجَعَلَ لَكُمُ ٱلسَّمْعَ وَٱلأَبْصَارَ … } [ السجدة : 9 ] . ولا بد أن ننتبه إلى الفارق بين " الخَلْق " و " الجَعْل " ، و " الملْك " ، فالخلق قد عرفنا أمره ، وملكية كل شيء لله - تعالى - أمر مُلْزِمٌ في العقيدة ، ومعروف ، أما " الجَعْل " ، فهو توجيه ما خلق إلى مهمته . فأنت تجعل الطين إبريقاً ، والقماش جلباباً ، هذا على المستوى البشري ، أما الحق سبحانه وتعالى فقد خلق المادة أولاً ، ثم جعل من المادة سمعاً وبصراً ، وزاد من بعد ذلك { أَمَّن يَمْلِكُ } ، فمن خَلَق هو الله تعالى ، ومن جَعَلَ هو الله تعالى ، ومن مَلَكَ هو الله تعالى . وهو سبحانه ينبهنا إلى ذلك ، فالأشياء النافعة لابن آدم يخلقها الله سبحانه ، ويجعلها ، ثم يُملِّكها له . أما ذات الإنسان وأبعاضه من سمع وبصر وغيرهما وإن كانت قد خُلقت في الإنسان ، وجُعلت له للانتفاع بها ، ولكنها ستظل مِلْكاً لله ، يبقيها على حالها ، أو يخطفها أو يصيبها بآفة ، أو يعطلها . إذن : فهي خُلقت لله ، وجُعلت من الله ، وتظل مملوكة لله ، ويُصيِّرها كيف يشاء ، فدقات القلب والحب والكراهية والأمور اللا إرادية التي تعمل لصالح الإنسان هي مملكة الله . والحق سبحانه - على سبيل المثال - جعل لكلِّ حيوان جلداً ننتفع به وندبغه إلا جلدين اثنين : جلد الإنسان وجلد الخنزير ، وقد حُرِّم استخدام جلد الإنسان لكرامته عند خالقه ، وحُرِّم استخدام جلد الخنزير ليدُلَّ على حرمته ونجاسته . وعلينا أن ننتبه إلى أن الحق سبحانه قد خَلَقَ وجَعَلَ ومَلَكَ ، ودليل ملكية الحق - سبحانه وتعالى - أنه حَرَّم الجنة على المُنتحِر لأنه لا يأخذ الحياة إلا واهبُ الحياة ، فأنت أيها الإنسان لستَ مِلْكَ نفسك . ولا عذر لأحد ما دام قد وصله هذا البلاغ ، وعليه أن يستوعبه أما من لا يستوعب فيلقى مصيره . لذلك فإنه سبحانه هو الذي رزق ، وهو - سبحانه - الذي يملك . ثم يقول الحق سبحانه : { وَمَن يُخْرِجُ ٱلْحَيَّ مِنَ ٱلْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ ٱلْمَيِّتَ مِنَ ٱلْحَيِّ … } [ يونس : 31 ] . ونحن نعلم أن لكل كائن في الوجود حياة تناسبه ، بدليل قول الحق سبحانه : { كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ … } [ القصص : 88 ] . وما دام كل شيء سيأتي له وقت يهلك فيه ، فمعنى ذلك أن لكل شيء حياة ، إلا أن حياتنا نحن في ظاهر الأمر عبارة عن الحس والحركة ، والإنسان يأكل الخضروات والخبز والفاكهة ، ومن هذه المأكولات وغيرها يكوِّن الجسمُ الحيوانات المنوية في الرجل ، والبويضات في المرأة ، ومنهما يأتي الإنسان ، وكذلك يخرج الكتكوت من البيضة المخصَّبة لأن البيضة غير المخصبة لا تُخرِج كتكوتاً فهي بدون حياة ولذلك لا يتكون منها جنين ، فهناك فرق بين قابلية الحياة ، وبين الحياة نفسها . وكذلك نواة التمرة ، إذا ما ألقيتْ دون أن توضع في الأرض ، فلن تكون نخلة أبداً ، ولكن إذا ما زُرعتْ في الأرض ، ووجدت لها البيئة المناسبة خرجَتْ نخلة . ثم يقول الحق سبحانه : { وَمَن يُدَبِّرُ ٱلأَمْرَ … } [ يونس : 31 ] . والتدبير هو عملية الإدارة لأي شيء حتى يؤدي مهمته ، وبالله من يُدير قلبك ؟ ومن يدير حركة أمعائك ؟ لتستخلص من الطعام ما يفيدك ، ثم تخرج ما لا يفيدك . إياك أن تقول : إنني أنا الذي أدير ذلك ؟ ونقول : كنت طفلاً في مرحلة الطفولة ، فهل كنت تدير حركة قلبك أو أمعائك ؟ ومَنْ الذي يدير حركة رئتيك ؟ إن الذي يديرها هو خالقها لذلك اطمئنوا على حركة أجهزتكم التي لا دخل لكم فيها لأن الذي خلقها فيكم قيُّوم لا تأخذه سنة ولا نوم ، ولا يؤوده حفظ ذلك . ويجيب مَنْ يسألهم الرسول صلى الله عليه وسلم على كل تلك الأسئلة - بأمر الله تعالى - الإجابة التي حددها الله سبحانه سلفاً { فَسَيَقُولُونَ ٱللَّهُ … } [ يونس : 31 ] . إذن : أما كان يجب أن نرهف الآذان ، ونُعْمِل الأبصار لنرى قدرة الله سبحانه الذي وهب لنا كل تلك النعم من رزق ، وسمع ، وبصر ، وإحياء ، وإماتة ، وإحياء من ميت ، وتدبير الأمر كله ؟ أما كان يجب أن نقول : يا مَنْ خَلَقْتَنَا ماذا تنتظر مِنَّا لنعمِّر الكون الذي أوجدتنا فيه ؟ فكيف - إذن - يتجه البعض بالعبَادة لغير الله تعالى لشمسٍ أو قمرٍ ، أو ملائكة ، أو نبيّ ، أو صنمٍ ؟ كيف ذلك والعبادة معناها إطاعة العابد للمعبود فيما يأمر به ؟ وهل هناك إله بغير منهج يأمر به عباده ، ومن عبد الشمس هل كَلَّفته بشيء ؟ … لا . إذن : يتساوى عندها مَنْ عبدها ، ومَنْ لم يعبدها ، وفي هذا نقض لألوهية كل معبود غير الله تعالى . ولذلك يُنهي الحق سبحانه الآية بقوله : { أَفَلاَ تَتَّقُونَ … } [ يونس : 31 ] . فما دام الله سبحانه هو الذي خلق كل ذلك ، وأنزل منهجاً ، فعليكم أن تجعلوا بينكم وبينه وقاية تحميكم من صفات الجلال ، وتقرّبكم من آثار صفات الجمال وأن تسمعوا إلى البلاغ من الرسل عليهم السلام ، وإلى مطلوباته سبحانه . وما دام كل إنسان سيجيب عن أسئلة هذه الآية ، ويعترف أن الخالف سبحانه والمالك هو الله تعالى ، فعلى الإنسان أن يقي نفسه النار . والعجيب أن الجميع يجيب بأن الله سبحانه هو الذي خَلَق ، فالحق سبحانه يقول : { وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ ٱللَّهُ … } [ الزخرف : 87 ] . ويقول أيضاً : { وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ مَّنْ خَلَقَ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضَ لَيَقُولُنَّ ٱللَّهُ … } [ لقمان : 25 ] . وما دام الله تعالى هو الذي خلق ، ورزق ، ودبَّر الأمر ، فكيف تتركون عبادته وتتجهون لعبادة غيره ؟ ويقول الحق سبحانه بعد ذلك : { فَذَلِكُمُ ٱللَّهُ رَبُّكُمُ ٱلْحَقُّ … } .