Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 10, Ayat: 32-32)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقد جاء قول الحق سبحانه : { فَذَٰلِكُمُ } إشاره منه إلى ما ذكره قَبْلاً من الرزق ، وملكية السمع والأبصار ، وقدرة إخراج الحيّ من الميت ، وأخراج الميت من الحي ، وتدبير الأمر . إذن : فقوله سبحانه : { فَذَٰلِكُمُ } إشارة إلى أشياء ونعم كثيرة ومتعددة أشار إليها بلفظ واحدٍ لأنها كلها صادرة من إله واحد . { فَذَٰلِكُمُ ٱللَّهُ رَبُّكُمُ ٱلْحَقُّ } [ يونس : 32 ] . ولا يوجد في الكون حقَّان ، بل يوجد حق واحد ، وما عداه هو الضلال لذلك يقول الحق سبحانه : { فَمَاذَا بَعْدَ ٱلْحَقِّ إِلاَّ ٱلضَّلاَلُ } [ يونس : 32 ] . إذن : أنتم إنْ وجَّهتم الأمر بالربوبية إلى غيره تكونون قد ضللتم الطريق ، فالضلال أن يكون لك غاية تريد أن تصل إليها ، فتتجه إلى طريق لا يوصِّل إليها . فإن صُرفتم من الإله الحق فأنتم تصلون إلى الضلال . ولذلك يُنهي الحق سبحانه الآية بما يبين أنه لا يوجد إلا الحق أو الضلال ، فيقول سبحانه : { فَأَنَّىٰ تُصْرَفُونَ … } [ يونس : 32 ] . أي : أنكم إن انصرفتم عن الحق - سبحانه وتعالى - فإلى الضلال ، والحقُّ واحد ثابت لا يتغيَّر . ومَنْ عبد الملائكة أو الكواكب أو النجوم أو بعض رسل الله - عليهم السلام - أو صنماً من الأصنام فقد هوى إلى الضلال . وإن كنتم تريدون أن نجادلكم عقلياً ، فَلْنقرأ معاً قول الحق سبحانه وتعالى بعد ذلك : { كَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ … } .