Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 10, Ayat: 48-48)
Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
هذا الإنكار والتكذيب والاستهزاء هو منطق المشركين والملحدين في كل زمان ومكان ، وفي العصر القريب قاله الشيوعيون عندما قاموا بثورتهم الكاذبة ، وذبحوا الطبقة العليا في المجتمع بدعوى رفع الظلم عن الفقراء . وإذا ما كانوا قد آمنوا بضرورة الثواب والعقاب ، فمن الذي يحكم ذلك ؟ هل الظالم يحكم على ظالم ، فتكون النتيجة أن الظالم سيهلك بالظالم ، وقد حدث ، فأين الشيوعيون الآن ؟ لماذا لم يلتفتوا إلى أن لهذا الكون خالقاً يعاقب من ظلموا من قبل ، أو من يظلمون من بعد ؟ إنهم لم يلتفتوا لأنهم اتخذوا المادة إلهاً ، وقالوا : لا إله ، والحياة مادة ، فأين هم الآن ؟ وإن كنتم قد تملّكتم في المعاصرين لكم ، وادعيتم أنكم نشرتم العدل بينهم ، فماذا عن الذين سبقوا ، والذين لحقوا ؟ هم - إذن - لم يلتفتوا إلى أن الله سبحانه وتعالى قد شاء ألا يموت ظالم إلا بعد أن ينتقم الله منه . وهم لم يلتفتوا إلى أن وراء هذه الدار داراً أخرى يجُازَى فيها المحسن بإحسانه والمسيء بإساءته . وكان المنطق يقتضي أن يؤمن هؤلاء بأن لهذا الكون إلهاً عادلاً ، ولا بد أن يجيء اليوم الذي يجازي فيه كل إنسان بما عمل ، ولكنهم سخروا مثل سخرية الذين كفروا من قبلهم ، وجاء خبرهم في قول الله سبحانه على ألسنتهم : { وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا ٱلْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } [ يونس : 48 ] . ولكن وعد الله حق ، ووعد الله قادم ، ومحمد صلى الله عليه وسلم رسول من الله ، يبلغ ما جاء من عند الله تعالى ، فرسول الله صلى الله عليه وسلم لا يملك لنفسه شيئاً . ولذلك يقول القرآن بعد ذلك : { قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرّاً وَلاَ نَفْعاً … } .