Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 10, Ayat: 52-52)
Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وهذا إخبار عن العذاب القادم لمن كفروا ويلقونه في اليوم الآخر ، فهم بكفرهم قد ظلموا أنفسهم في الدنيا ، وسيلقون العذاب في الآخرة ، وهو { عَذَابَ ٱلْخُلْدِ } أي : عذاب لا ينتهي . وينهي الحق سبحانه الآية بقوله : { هَلْ تُجْزَوْنَ إِلاَّ بِمَا كُنتُمْ تَكْسِبُونَ } . أي : أن الحق سبحانه لم يظلمهم ، فقد بلغهم برسالة الإيمان عن طريق رسول ذي معجزة ، ومعه منهج مفصَّل مؤيَّد ، وأمهلهم مدة طويلة ، ولم يستفيدوا منها لأنهم لم يؤمنوا . إذن : فسيلقون عذاب الخلد ، وقد جاء سبحانه هنا بخبر عذاب الخلد لأن عذاب الدنيا موقوت ، فيه خزي وهوان ، لكن محدوديته في الحياة يجعله عذاباً قليلاً بالقياس إلى عذاب الآخرة المؤبد . وجاء الحق سبحانه بأمر عذاب الخلد كأمر من كسبهم ، والكسب زيادة عن الأصل ، فمن يتاجر بعشرة جنيهات ، قد يكسب خمسة جنيهات . وهنا سؤال : هل الذي يرتكب معصية يكسب زيادة عن الأصل ؟ نعم لأن الله سبحانه حرَّم عليه أمراً ، وحلله هو لنفسه ، فهو يأخذ زيادة في التحليل ، وينقص من التحريم وهو يظن أنه قد كسب بمفهومه الوهمي الذي زين له مراد النفس الأمارة ، وهذا يعني أنه ينظر إلى واقع اللذة في ذاتها ، ولا ينظر إلى تبعات تلك اللذة ، وهو يظن أنه قد كسب ، رغم أنه خاسر في حقيقة الأمر . وبعد ذلك يقول الحق سبحانه : { وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ … } .