Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 10, Ayat: 58-58)
Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وأنت وكل المؤمنين مهما عملوا في تطبيق منهج الله ، فكلُّنا بعبادتنا لن نؤدي حَقَّ النعم الموجودة عندنا قبل أن نُكَلَّف ، وعلينا أن نتدبَّر قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : " " لن يدخل أحدكم الجنة بعمله " . قالوا : ولا أنت يا رسول الله ؟ قال : " ولا أنا إلا أنْ يتغمَّدني الله برحمته " . إذن : فإن افتخر إنسان بطاعته لله ، فهذه الطاعة تعود على العبد في دنياه ، وهو لن يؤدي بطاعته حق كل النعم التي أسبغها الله عليه . ومثال ذلك : إن العبد لا يُكلَّف إلا عند البلوغ ، أي : في سنّ الخامسة عشر تقريباً ، فإن نظر إلى النعم التي أسبغها الله تعالى عليه حتى وصل إلى هذه السِّنِّ ، فهو لن يحصيها ، فما بالنا بالنعم التي تغمرنا في كل العمر ، وحين يجازينا الحق في الآخرة ، فهو لا يجازينا بالعدل ، بل يعاملنا بالفضل . إذن : إياك أن تقول : أنا تصدَّقتُ بكذا ، أو صلّيت كذا حتى لا تورثك استجابتك لمنهج الله غروراً بعملك التعبُّديِّ ، وتذكَّر القول المأثور : " رُبَّ معصية أورثتْ ذُلاً وانكساراً ، خيرٌ من طاعةٍ أورثتْ عِزّاً واستكبارا " . ويقول الحق سبحانه بعد ذلك : { قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَّآ أَنزَلَ ٱللَّهُ لَكُمْ … } .