Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 11, Ayat: 122-122)
Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
في هذه الآية نلمس الوعيد والتهديد فالكافرون ينتظرون وعد الشيطان لهم ، والمؤمنون ينتظرون وعد الرحمن لهم . ولذلك سيقول المؤمنون للكافرين يوم القيامة : { أَن قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقّاً فَهَلْ وَجَدتُّم مَّا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقّاً … } [ الأعراف : 44 ] . وفي انتظار الكفار تهديد لهم ، وفي انتظار المؤمنين تثبيت لقلوبهم ، ولو لم تَأْتِ الأحداث المستقبلة كما قالها القرآن لتشكك المؤمنون ، ولكن المؤمنين لم يتشككوا ، وهكذا نتأكد أن القول بالانتظار لم يكن ليصدر إلا مِنْ واثقٍ بأن ما في هذا القول سوف يتحقق . وقد جاء الواقع بما يؤيد بعض الأحداث التي جاءت في القرآن . ألم ينزل قول الحق - سبحانه : { سَيُهْزَمُ ٱلْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ ٱلدُّبُرَ } [ القمر : 45 ] . وكان وقت نزول هذا القول الحكيم إبان ضعف البداية ، حتى قال عمر - رضي الله عنه - أيُّ جَمْعٍ يهزم ؟ لأن عمر حينئذ كان يلمس ضعف حال المؤمنين ، وعدم قدرة بعض المؤمنين على حماية نفسه ، ثم تأتي غزوة بدر ليرى المؤمنون صدق ما تنبأ به رسول الله صلى الله عليه وسلم . ومن العجيب أنه صلى الله عليه وسلم خطط على الأرض مواقع مصرع بعض كبار الكافرين ، بل وأماكن إصاباتهم ، وجاء ذلك قرآناً يُتلى على مر العصور ، مثل قوله الحق : { سَنَسِمُهُ عَلَى ٱلْخُرْطُومِ } [ القلم : 16 ] . وهكذا شاء الحق - سبحانه - أن يأتي الواقع بما يؤيد صدق الرسول صلى الله عليه وسلم ، كما شاء - سبحانه - أن يُنزل على الرسول لقطاتٍ من قصص الرسل الذين سبقوه لشد أَزْره ، وليثبِّت فؤاده ، ويذكِّر المؤمنين فيزدادوا إيماناً . ثم يختتم الحق - سبحانه - سورة هود بقوله الكريم : { وَللَّهِ غَيْبُ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ … } .