Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 11, Ayat: 21-21)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

إذن : فهم خسروا أنفسهم لأنهم بظلم النفس وإعطائها شهوة عاجلة زمنها قليل ، أخذوا عذاباً آجلاً زمنه خالد . وفي هذا ظلم للنفس ، وهذه قمة الخيبة ، وهذا يدل على اختلال الموازين . وأنت قد تظلم غيرك فتأخذ من عنده بعضاً من الخير لتستفيد به ، وبذلك تظلم الغير لصالح نفسك . وظلم النفس يعني أنك تعطيها متعة عاجلة وتغفل عنها عذاباً آجلاً ، والمتعة العاجلة لها مدة محدودة ، أما العذاب فلا مدة تحدده . ولذلك يقول الحق سبحانه وتعالى : { … وَضَلَّ عَنْهُمْ مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ } [ هود : 21 ] . أي : لم يهتد إليهم ما كانوا يعبدونهم من دون الله ، ولو كان لهؤلاء الذين عبدوهم قوة يوم القيامة لهرعوا إليهم ليستنقذوهم من العذاب ، ولكنهم بلا حول ولا قوة لأن الحق سبحانه قد حكم على هؤلاء الكافرين ، وقال : { … وَمَا لَهُمْ فِي ٱلأَرْضِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ } [ التوبة : 74 ] . وكذلك هؤلاء الآلهة المعبودة من دون الله تعالى ، أو شركاء مع الله ، لا يهتدون إليهم ، حتى بفرض قدرتهم على النصرة ، فتلك الآلهة أو الشركاء لا يهتدون إليهم ، ولا يعرفون لهم مكاناً . وقول الحق سبحانه : { وَضَلَّ عَنْهُمْ … } [ هود : 21 ] . أي : غاب وتاه عنهم . وقوله سبحانه : { … مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ } [ هود : 21 ] . أي : ما كانوا يدَّعونه كذباً . ويقول الحق سبحانه بعد ذلك : { لاَ جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي ٱلآخِرَةِ … } .