Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 11, Ayat: 46-46)
Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
ويريد الحق سبحانه هنا أن يُلفتَ نبيَّه نوحاً إلى أن أهليَّة الأنبياء ليست أهلية الدم واللحم ، ولكنها أهلية المنهج والاتِّباع ، وإذا قاس نوح - عليه السلام - ابنه على هذا القانون ، فلن يجده ابناً له . ألم يقل نبينا صلى الله عليه وسلم عن سلمان الفارسي : " سلمان منَّا آل البيت " . إذن : فالبنوة بالنسبة للأنبياء هي بنوة اتِّباع ، لا بنوة نَسَب . وانظر إلى دقة الأداء في قول الله تعالى : { إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ … } [ هود : 46 ] . ثم يأتي سبحانه بالعلة والحيثية لذلك بقوله : { إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ … } [ هود : 46 ] . فكأن البنوة هنا عمل ، وليست ذاتاً ، فالذات منكورة هنا ، والمذكور هو العمل ، فعمل ابن نوح جعله غير صالح أن يكون ابناً لنوح . وهكذا نجد أن المحكوم عليه في البنوة للأنبياء ليس الدم ، وليس الشحم ، وليس اللحم ، إنما هو الاتِّباع بدليل أن الحق سبحانه وصف ابن نوح بقوله تعالى : { إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ } ولو كان عملاً صالحاً لكان ابنه . ويقول الحق سبحانه : { … فَلاَ تَسْئَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّيۤ أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ ٱلْجَاهِلِينَ } [ هود : 46 ] . والحق سبحانه يطلب من نوح هنا أن يفكِّر جيِّداً قبل أن يسأل ، فلا غبار على الأنبياء حين يربيِّهم ربُّهم . ويقول الحق سبحانه بعد ذلك : { قَالَ رَبِّ إِنِّيۤ أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ … } .