Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 11, Ayat: 62-62)
Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
كانوا ينظرون إلى صالح - عليه السلام - بتقدير ورجاء قبل أن يدعوهم لعبادة الله تعالى وحده ، ولا إله غيره . والمرجوُّ هو الإنسان المؤمَّل فيه الخير ، ذكاءً ، وطموحاً ، وأمانة ، وأية خصلة من الخصال التي تبشر بأن له مستقبلاً حسناً . ولكن ما إن دعاهم صالح - عليه السلام - إلى عبادة الله سبحانه وتعالى أعلنوا أنه - بتلك الدعوة - إنما يفسد رجاءهم فيه وما كانوا يأملونه فيه . وقد أوضح لهم صالح - عليه السلام - ما أوضحه الرسل من قبله ومن بعده ، أن اتخاذ الأصنام أو الأشجار أو الشمس آلهة تُعْبد هو أمر خاطىء لأن العبادة تقتضي أوامر ونواهي ينزل بها منهج يتبعه من يعبدون ، وتلك الكائنات المعبودة لا منهج لها ، ولا عبادة دون منهج . وأضاف قوم ثمود : { … وَإِنَّنَا لَفِي شَكٍّ مِّمَّا تَدْعُونَآ إِلَيْهِ مُرِيبٍ } [ هود : 62 ] . والشك هو استواء الطرفين : النفي والإثبات . إذن : فهم ليسوا على يقين أن عبادتهم لما عبد آباؤهم هي عبادة صادقة ، ودعوة صالح عليه السلام لهم جعلتهم يترددون في أمر تلك العبادة وهذا يُظهر أن خصال الخير في صالح عليه السلام جعلتهم يترددون في أمر عبادتهم . ويقول الحق سبحانه وتعالى ما جاء على لسان صالح عليه السلام لثمود : { قَالَ يٰقَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىٰ بَيِّنَةً مِّن رَّبِّي … } .