Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 11, Ayat: 63-63)
Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وكأن صالحاً قد ارتضاهم حكماً فقال : أخبروني إذا كنت أنا على بينة من ربي ويقين بأنه أرسلني وأيَّدني ، وأنا إن خدعت الناس جميعاً فلن أخدع نفسي ، فهل أترك ما أكرمني به ربي وأنزل إليَّ منهجاً أدعوكم إليه ؟ هل أترك ذلك وأستمع لكلامكم ؟ هل أترك يقيني بأنه أرسلني بهذه الرسالة { وَآتَانِي مِنْهُ رَحْمَةً … } [ هود : 63 ] وهي النبوة ؟ { فَمَن يَنصُرُنِي مِنَ ٱللَّهِ إِنْ عَصَيْتُهُ … } [ هود : 63 ] . وساعة يستفهم إنسان عن شيء في مثل هذا الموقف فهو لا يستفهم إلا عن شيء يثق أن الإجابة ستكون بما يرضيه . ثم يقول الحق سبحانه وتعالى على لسان صالح عليه السلام : { … فَمَا تَزِيدُونَنِي غَيْرَ تَخْسِيرٍ } [ هود : 63 ] . ونحن نعلم أن الخسارة ضد المكسب ، ومعنى الخسارة أن يقل رأس المال . فهل التخسير واقع منه عليهم أم واقع منهم عليه . إن ثراء الأسلوب القرآني هنا يوضح لنا هذه المعاني كلها ، فإن أطاعهم صالح - عليه السلام - وعصى ربه ، فهو قد أزاد في خسارته ، أو أنه ينسبهم إلى الخسران أكثر ، لأنهم غير مهديين ، ويريدون له أن يضل ويتبع ما يعبدون من دون الله تعالى . إذن : فالتخسير إما أن يكون واقعاً عليهم من صالح - عليه السلام - وإما أن يكون واقعاً منهم على صالح . ويقول الحق سبحانه بعد ذلك على لسان صالح عليه السلام : { وَيٰقَوْمِ هَـٰذِهِ نَاقَةُ ٱللَّهِ لَكُمْ آيَةً … } .