Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 11, Ayat: 69-69)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وكلمة " رسل " جمع " رسول " ، والرسول هو المرسَل من جهة إلى جهة ، وأي إنسان تبعثه إلى جهة ما اسمه رسول ، ولكن المعنى الشرعي للرسول : أن يكون مُرسَلاً من الله . ويقول الحق سبحانه : { ٱللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ ٱلْمَلاَئِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ ٱلنَّاسِ … } [ الحج : 75 ] . واصطفاء الملائكة كرسل لتيسير التلقِّي عن الخالق سبحانه لأن القوة التي تتلقى عن الخالق سبحانه وتعالى لا بد أن تكون قوة عالية ، والإنسان منا لا يقدر على أن يتلقى مباشرة عن الحق سبحانه . لذلك يأتي لنا الله جَلَّ عُلاَه بالرسل ، فيصطفي من الملائكة المخصوصين القادرين على التلقي لينزلوا على المصطفى من البشر القادر على حمل الرسالة . وهكذا نعلم أن الملائكة ليست كلها قادرة على التلقي من الله تعالى ، ولا كل البشر بقادرين على التلقي عن الله أو عن الملائكة . وهذه الحلقات في الإبلاغ أرادها الحق سبحانه ، لتؤهل للضعيف أن يأخذ من الأقوى والبشر يلجأون إلى ذلك في حياتهم . وسبق أن ضربت المثل ، بأننا أثناء الليل نطفىء نور المنزل ، لكننا نترك ضوءاً خافتاً يوضح لنا ملامح البيت ، فإن قمنا ليلاً من النوم لا نصطدم بمتاع البيت ، فيتحطم ما نصطدم به إن كان أضعف منا ، أو نُصَاب نحن إن اصطدمنا بما هو أقوى منا . والنور الضعيف يتيح لنا أن نرى مكان مفتاح الضوء القوي . وكذلك يفعل الله سبحانه وتعالى ، فيأتي بمصطفى من الملائكة ، يتلقى عن الحق سبحانه ويبلغ المَلَكُ من هؤلاء الرسولَ المصطفى من البشر . والحق سبحانه هو القائل : { وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ ٱللَّهُ إِلاَّ وَحْياً أَوْ مِن وَرَآءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَآءُ … } [ الشورى : 51 ] . وهنا يقول الحق سبحانه : { وَلَقَدْ جَآءَتْ رُسُلُنَآ إِبْرَاهِيمَ بِٱلْبُـشْرَىٰ … } [ هود : 69 ] . والبشرى هي الإخبار بشيء يسرُّ قبل أوان وقوعه ، وهي عكس الإنذار الذي يعني الإخبار بشيء محزن قبل أوانه . وقبل أن يوضح الرسل لإبراهيم - عليه السلام - البشارة التي جاءوا من أجلها ، يعلمنا الحق سبحانه المقدمات اللازمة للدخول إلى الأماكن ، فمن أدب الدخول إلى أي مكان أن نسلِّم على أهل هذا المكان ، والحق سبحانه القائل : { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَدْخُلُواْ بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّىٰ تَسْتَأْنِسُواْ وَتُسَلِّمُواْ عَلَىٰ أَهْلِهَا … } [ النور : 27 ] . ولذلك يأتي الحق سبحانه هنا بما قالته الملائكة من قبل إبلاغ البشرى : { قَالُواْ سَلاَماً … } [ هود : 69 ] . وجاء سبحانه بردِّ إبراهيم عليه السلام : { قَالَ سَلاَمٌ … } [ هود : 69 ] . ونحن نلحظ أن السلام جاء على ألسنتهم بالنصب ، والرد بالسلام جاء بالرفع ، وقولهم : { سَلاَماً } دل على فعل يوضح التجدد ، والرد جاء بكلمة { سَلاَمٌ } بالرفع ليدل على الثبات والإصرار . والحق سبحانه هو القائل : { وَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَآ أَوْ رُدُّوهَآ … } [ النساء : 86 ] . هكذا استقبل إبراهيم عليه السلام رسل الحق سبحانه . ثم يقول الحق سبحانه : { … فَمَا لَبِثَ أَن جَآءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ } [ هود : 69 ] . والعجل هو ولد البقر . وهناك آيات كثيرة في القرآن تعرضت لقصة إبراهيم عليه السلام في أكثر من موضع من مواضع القرآن ، لا بقصد التكرار ، ولكن لأن كل لقطة في أي موضع هي لقطة مقصودة لها دلائلها وأسرارها ، فإذا جُمِعَتْ اللقطات فسوف تكتمل لك قصة إبراهيم عليه السلام في شمول متكامل . وعلى سبيل المثال : يقول الحق سبحانه : { وَكَذَلِكَ نُرِيۤ إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ … } [ الأنعام : 75 ] . وفي موضع آخر يتعرض الحق سبحانه للتربية اليقينية التي أرادها لإبراهيم ، فيقول سبحانه : { فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ ٱلَّيْلُ رَأَى كَوْكَباً قَالَ هَـٰذَا رَبِّي فَلَمَّآ أَفَلَ قَالَ لاۤ أُحِبُّ ٱلآفِلِينَ * فَلَمَّآ رَأَى ٱلْقَمَرَ بَازِغاً قَالَ هَـٰذَا رَبِّي فَلَمَّآ أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأَكُونَنَّ مِنَ ٱلْقَوْمِ ٱلضَّالِّينَ * فَلَماَّ رَأَى ٱلشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَـٰذَا رَبِّي هَـٰذَآ أَكْبَرُ فَلَمَّآ أَفَلَتْ قَالَ يٰقَوْمِ إِنِّي بَرِيۤءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ * إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضَ حَنِيفاً وَمَآ أَنَاْ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ } [ الأنعام : 76 - 79 ] . إن هذه الآيات تبين وظيفة الحواس إدراكاً ، ووظيفة الوجدان انفعالاً ، ووظيفة الاختيار توحيداً وإذعاناً بيقين . ثم يقول الحق سبحانه في موضع آخر على لسان إبراهيم عليه السلام فخاطب عمه باحترام لمكانته التي تساوي منزلة الأب . يقول الحق سبحانه : { وَٱذْكُرْ فِي ٱلْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقاً نَّبِيّاً * إِذْ قَالَ لأَبِيهِ يٰأَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لاَ يَسْمَعُ وَلاَ يُبْصِرُ وَلاَ يُغْنِي عَنكَ شَيْئاً * يٰأَبَتِ إِنِّي قَدْ جَآءَنِي مِنَ ٱلْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَٱتَّبِعْنِيۤ أَهْدِكَ صِرَاطاً سَوِيّاً * يٰأَبَتِ لاَ تَعْبُدِ ٱلشَّيْطَانَ إِنَّ ٱلشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَـٰنِ عَصِيّاً * يٰأَبَتِ إِنِّيۤ أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِّنَ ٱلرَّحْمَـٰنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيّاً } [ مريم : 41 - 45 ] . فهذه الآية تبين رفق الداعي مع جمال العرض . فأصرَّ العَمُّ على الشرك ، فقال إبراهيم عليه السلام : { سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّيۤ … } [ مريم : 47 ] . وبعد ذلك يتبرأ منه لإصراره على الكفر . ثم هناك لقطة من يُحاجِج إبراهيم في ربه : { أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِي حَآجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ ٱللَّهُ ٱلْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ ٱلَّذِي يُحْيِـي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِـي وَأُمِيتُ … } [ البقرة : 258 ] . وكانت تلك سفسطة في القول ناتجة عن عجز في التعبير ، فليس إصدار حكم بالقتل على إنسان ، ثم العفو عنه ، هو إحياء وإماتة ، فأخذه إبراهيم عليه السلام إلى منطقة لا يجرؤ عليها أحد ، وقال : { فَإِنَّ ٱللَّهَ يَأْتِي بِٱلشَّمْسِ مِنَ ٱلْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ ٱلْمَغْرِبِ … } [ البقرة : 258 ] . وهذه الآية تبين منطق الحق أمام زيف الباطل ، ثم يأتي في موضع آخر من القرآن ليبين المقارنة بين فكرة الكفر ، وفكرة الإيمان ، فيقول سبحانه : { وَٱتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ * إِذْ قَالَ لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ * قَالُواْ نَعْبُدُ أَصْنَاماً فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ * قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ * أَوْ يَنفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ * قَالُواْ بَلْ وَجَدْنَآ آبَآءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ } [ الشعراء : 69 - 74 ] . وفي هذه الآية أمثلة تحمل جواب الإسكات . ثم يقول الحق سبحانه ، على لسان إبراهيم عليه السلام : { ٱلَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ * وَٱلَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ * وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ * وَٱلَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ * وَٱلَّذِيۤ أَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ ٱلدِّينِ } [ الشعراء : 78 - 82 ] . يقول رب العزة سبحانه في سورة الأنبياء : { وَلَقَدْ آتَيْنَآ إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِن قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ * إِذْ قَالَ لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَـٰذِهِ ٱلتَّمَاثِيلُ ٱلَّتِيۤ أَنتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ * قَالُواْ وَجَدْنَآ آبَآءَنَا لَهَا عَابِدِينَ * قَالَ لَقَدْ كُنتُمْ أَنتُمْ وَآبَآؤُكُمْ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ * قَالُوۤاْ أَجِئْتَنَا بِٱلْحَقِّ أَمْ أَنتَ مِنَ ٱللاَّعِبِينَ * قَالَ بَل رَّبُّكُمْ رَبُّ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ ٱلَّذِي فطَرَهُنَّ وَأَنَاْ عَلَىٰ ذٰلِكُمْ مِّنَ ٱلشَّاهِدِينَ } [ الأنبياء : 51 - 56 ] . هذه هي التربية اليقينية التي أرادها الحق سبحانه لإبراهيم عليه السلام ليعلمنا كيف يكون الإيمان ؟ وكان قوم إبراهيم يعبدون آلهة غير الله ، لكن إبراهيم عليه السلام توصَّل إلى عبادة مَنْ خَلَقه وخَلَق الكون ، وهو الصانع الذي يضع قانون صيانة ما يصنع سبحانه وتعالى : ولذلك نلاحظ قوله : { ٱلَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ } [ الشعراء : 78 ] . فلم يقل : " الذي خلقني يهديني " لأن هذه دعوى ستُدَّعى ، وسيضع الناس قوانين لأنفسهم ، فبيَّن الحق سبحانه أن الذي خَلَق هو الذي يَهْدِي . وجاء الحق سبحانه بكلمة " هو " لحصر الأمر حتى لا يشارك الخلق خالقهم فيه ، لكن الأمر الذي لم يُدَّعَ ، لم يأت فيه بكلمة " هو " كقوله : { وَٱلَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ } [ الشعراء : 81 ] . فما لا شركة فيه عند الخَلْق يأتي به القرآن من غير تأكيد الضمير ، ولكن في الأمر الآخر يأتي بتأكيد الضمير كقوله : { وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ } [ الشعراء : 80 ] . فقد يقال : " إن الطبيب هو الذي يشفيني " ، ولكن ذلك غير حقيقي لأن الله سبحانه هو الذي يضع العلم ، وهو الذي خلق الداء وخلق الدواء . ثم بعد ذلك يقول الحق سبحانه في قصة إبراهيم عليه السلام : { وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ ٱلْقَوَاعِدَ مِنَ ٱلْبَيْتِ … } [ البقرة : 127 ] . إذن : فكل مناسبة تأتي لتأكيد معنى من معاني الإيمان تأتي معها لقطة من لقطات قصة إبراهيم عليه السلام ، وإذا جُمِعت اللقطات كلها تجد قصة إبراهيم كاملة . وإذا كان الله سبحانه وتعالى يريد أن يقص على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم القصص ، فذلك لتثبيت فؤاده صلى الله عليه وسلم : { وَكُـلاًّ نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ ٱلرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ … } [ هود : 120 ] . لأن النبي صلى الله عليه وسلم يتعرض لكثير من الأحداث فيذكِّره الله سبحانه بما حدث للرسل عليهم السلام ويأتي باللقطات الإيمانية ليثبت فؤاد الرسول صلى الله عليه وسلم . وهنا يقول الحق سبحانه : { … قَالُواْ سَلاَماً قَالَ سَلاَمٌ فَمَا لَبِثَ أَن جَآءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ } [ هود : 69 ] . وفي موضع آخر يقول الحق سبحانه : { إِذْ دَخَلُواْ عَلَيْهِ فَقَالُواْ سَلاماً قَالَ إِنَّا مِنْكُمْ وَجِلُونَ } [ الحجر : 52 ] . وفي آية أخرى يقول الحق سبحانه عن هذا الموقف : { فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُواْ لاَ تَخَفْ وَبَشَّرُوهُ بِغُلاَمٍ عَلَيمٍ } [ الذاريات : 28 ] . أي : أحس في نفسه الخوف ، وهذا من أمر المواجيد لأن كل فعل من الأفعال له مقدمات تبدأ بالإدراك ، ثم النزوع ، ثم الفعل فحين رآهم إبراهيم عليه السلام أوجس في نفسه خيفة ، ثم نزع إلى فعل هو السلام . والشرع لا يتدخل في الإدراك أو المواجيد ، ولكنه يتدخل في النزوع ، إلا في أمر واحد من مدركات الإنسان ، وهو إدراك الجمال في المرأة . لذلك أمر الشرع بغض البصر حتى لا يدرك الإنسان ذلك فينزع إلى سلوك ليس له حق فيه ، ولأن إدراك حُسْن المرأة قد يدفع الغرائز إلى السلوك الفوري لأن الغرائز لا تفصل النزوع عن الوجدان والإدراك . وهنا بيَّن الحق مواجيد إبراهيم عليه السلام حين قال : { وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُواْ لاَ تَخَفْ … } [ هود : 70 ] . وجاء بالمعنى النزوعي حين قال : { قَالُواْ سَلاَماً قَالَ سَلاَمٌ … } [ هود : 69 ] . وهو حين التأكيد والتثبيت . وقال الحق سبحانه : { … فَمَا لَبِثَ أَن جَآءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ } [ هود : 69 ] . وهو : العجل السمين المشوي على الحجارة لأن الشواء - كما نعلم - قد يكون على اللهب أو على الفحم ، أو على الحجارة . ومثل ذلك يحدث في البلاد العربية حين يأتون بحجر رقيق جدّاً ، ويحمُّونه على النار ، ثم يشوون عليه اللحم ، وهذا ما يضمن عدم حدوث تفاعلات بين اللحم والحجر لأن هناك تفاعلات تحدث من الحديد أو من الفحم ولذلك فهذه أنظف طريقة للشواء . أو أن كلمة : { … بِعِجْلٍ حَنِيذٍ } [ هود : 69 ] . أي : ينزل منه الدهن بعد الشواء . وقول الحق سبحانه : { … فَمَا لَبِثَ أَن جَآءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ } [ هود : 69 ] . لأن طبيعة سيدنا إبراهيم عليه السلام هي محبة الضيوف وإكرامهم . ومن عادة الكرام أن يُعجِّلوا بإكرام الضيف ، وتقديم الطعام له ، والكريم هو من يفعل ذلك لأنه لا يعلم ما قد مر على الضيف دون طعام ، فإن كان الضيف جائعاً أكل ، وإن كان شبعان فهو يعلن ذلك . ويقول الحق سبحانه ما حدث بعد أن جاء لهم إبراهيم عليه السلام بالعجل المشوي : { فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لاَ تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ … } .