Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 11, Ayat: 71-71)
Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
فعندما كانت أمرأته قائمة على خدمة الضيوف ، وسمعت كلام الملائكة اطمأنت على أنه لا عذاب على قومهم ، وتحققت فراستها فضحكت فأزادها الله سروراً ، وبشَّرتها الملائكة بإسحاق ، ومن وراء إسحاق يعقوب . فبعد دفع العذاب ، وبيان أمر العذاب لقوم آخرين مجرمين ، تأتي البشارة بتحقيق ما كان إبراهيم عليه السلام وزوجه يصبوان إليه ، وإن كان أوانها قد فات لأن زوجة إبراهيم كانت قد بلغت التسعين من عمرها ، وبلغ هو المائة والعشرين عاماً . وفي هذا امتنان على إبراهيم بمجيء ابن الابن أيضاً ، وكذلك يمتن الله سبحانه على عباده حين يقول : { وَٱللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِّنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَجَعَلَ لَكُمْ مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً … } [ النحل : 72 ] . ولذلك قال الحق سبحانه : { … فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِن وَرَآءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ } [ هود : 71 ] . فالإنسان يحب أن يكون له ابن ، ويحب أكثر أن يرى ابن ابنه ، لأن هذا يمثل امتداداً له . وهكذا توالت البشارات ، فقد أعلنت الملائكة أنها جاءت لتعذب قوم لوط ، هؤلاء الذين اختلف معهم إبراهيم عليه السلام لما جاءوا به من الفواحش ، وكذلك لأن إبراهيم عليه السلام وامرأته قد علما أنهما لم يأتيا بأي أمر يغضب الله تعالى . والثالثة من البشارات هي الغلام ، وكان ذلك حُلْماً قديماً عند امرأة إبراهيم عليه السلام لأنها عاقر ، واستقبلت امرأة إبراهيم البشارة الأولى بالضحك ، واستقبلت البشارة بالابن بالدهشة . وهذا ما يقول فيه الحق سبحانه : { قَالَتْ يَٰوَيْلَتَىٰ أَأَلِدُ وَأَنَاْ عَجُوزٌ … } .