Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 11, Ayat: 72-72)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

والشيء العجيب هو الذي يخالف نواميس الكون المعتادة ، ولكن هناك فرقاً بين النواميس وخالق النواميس ، الذي هو قادر على أن يخرق النواميس . وها هو سيدنا إبراهيم يقول في موضع آخر : { أَبَشَّرْتُمُونِي عَلَىٰ أَن مَّسَّنِيَ ٱلْكِبَرُ … } [ الحجر : 54 ] . ولم يأت هنا بقول امرأة إبراهيم التي قالت : { يَٰوَيْلَتَىٰ أَأَلِدُ وَأَنَاْ عَجُوزٌ وَهَـٰذَا بَعْلِي شَيْخاً … } [ هود : 72 ] . وتسمية الزوج بعلاً فيها دقة شديدة لأن البعل هو الذي يقوم بأمر المبعول ولا يحوجه لأحد . كذلك الزوج يقوم بأمر زوجته فيما لا يستطيع أبوها ولا أخوها أن يقوما به ، وهو الإحساس بالأنوثة والإخصاب ، وهو أهم ما تطلبه المرأة . وأيضاً سُمِّي النخل بالبعل ، لأنه لا يطلب من زارعة أن يسقيه ، وإنما يكتفي النخل بما يمتصه من الأرض ، وما ينزل له من مطر السماء . وكذلك سُمِّي نوع من الفول " بالفول البعلي " ، وهو الذي لا يحتاج إلى إرواء . إذن : فالبعل هو الزوج الذي يقوم على أمر زوجته فلا يُحوجها إلى غيره في أي شيء من الأشياء . وهنا تتعجب زوجة إبراهيم عليه السلام من أمر الإنجاب لأن هذا شيء عجيب يقع على غير انتظار ولذلك يرد الملائكة عليها . ويقول الحق سبحانه عن ذلك : { قَالُوۤاْ أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ ٱللَّهِ … } .