Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 11, Ayat: 77-77)
Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
أي : أن لوطاً شعر بالسوء ، وضاق بهم ذرعاً ، والذرع مأخوذ من الذراع التي فيها الكف والأصابع وندفع بها الأشياء ، وأي شيء تستطيع أن تمد إليه ذراعك لتدفع به ، وإن لم تَطُله ذراعك قلت : " ضقت به ذرعاً " أي : أن يدي لم تطله ، وهو أمر فوق قوتي وطاقتي ، وفوق ما آتاني الله من الآلات ومن الحيل . وما الذي يسيء لوطاً في مجيء الملائكة ؟ قيل : لأن الملائكة قد جاءوا على الشكل المعروف من الجمال ، فحين يُقال : " فلان ملاك " ، أي : شكله جميل . ولوط - عليه السلام - يعلم أن آفة قومه هي إتيان الذكور ، وامرأته تعلم هذه الآفة ، لكن موقفها من ذلك غير موقف لوط ، فهي ترحب بتلك الآفة . ويُقال : إنها تنبهت لمجيء الرجال الحِسان - ولم تعرف أنهم ملائكة العذاب - وصعدت إلى سطح المنزل ، وصفقت لعل القوم ينتبهون لها ، فلم يلتفت لها أحد ، فأشعلت ناراً فانتبه لها القوم ، وأشارت لهم بما يعبر عن مجيء ضيوف يتميزون بالجمال . وهنا قال لوط عليه السلام : { … هَـٰذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ } [ هود : 77 ] . أي : يوم شديد المتاعب . ويقال : " يوم عصيب " و " يوم عصبصب " ، ومنه " العُصْبَة " وهم جماعة يتكاتفون على شيء ، ويقوى الفرد بمجموعهم ، وقد صدق ظن لوط . وفي هذا يقول الحق سبحانه عن ذلك : { وَجَآءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِن قَبْلُ كَانُواْ يَعْمَلُونَ … } .