Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 11, Ayat: 76-76)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقول الملائكة : { يَٰإِبْرَٰهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هَـٰذَآ … } [ هود : 76 ] . يعني إبلاغ إبراهيم أن مسألة تعذيب من لم يؤمن من قوم لوط أمرٌ مُنتهٍ ومحسوم ، فهم قد جاءوا لينفذوا ، لا ليهدِّدوا وأبلغوا إبراهيم : { إِنَّهُ قَدْ جَآءَ أَمْرُ رَبِّكَ … } [ هود : 76 ] . وإذا ما كان الأمر قد جاء من الله ، فإبراهيم عليه السلام لأنه { مُّنِيبٌ } يعلم أن أي أمر من الله تعالى لا بد أن يُنفَّذ ، فلا بد أن يَتقبَّل - أمرَ الحق سبحانه : { … وَإِنَّهُمْ آتِيهِمْ عَذَابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ } [ هود : 76 ] . أي : لا أحد بقادر على أن يرد عذاب الله . وكما أن هناك وعداً من الله تعالى غير مكذوب ، فهناك أيضاً عذاب غير مردود . ويُروى أن إبراهيم عليه السلام في جداله قال للملائكة : إذا كان في قوم لوط خمسون قد آمنوا بالله تعالى ، أتعذبونهم ؟ قالوا : لا . قال : وإن كان فيهم عشرة يؤمنون بالله ، أتعذبونهم ؟ قالوا : لا . قال وإن كان فيهم واحد هو لوط ؟ فردَّت الملائكة : { نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَن فِيهَا لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ إِلاَّ ٱمْرَأَتَهُ … } [ العنكبوت : 32 ] . وانتهى الجدال ، وذهبت الملائكة إلى مهمتها التي هي إيقاع العذاب بقوم لوط . ويقول الحق سبحانه : { وَلَمَّا جَآءَتْ رُسُلُنَا لُوطاً سِيۤءَ بِهِمْ … } .