Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 11, Ayat: 80-80)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وساعة تقرأ كلمة " لو " فهذا هو التمني ، أي : رجاء أن يكون له قوة يستطيع أن يدفع بها هؤلاء ، وكان لا بد من وجود شرط ، مثل قولنا : " لو أن زيداً عندك لجئت " ، لكن نجد هنا شرطاً ولا جواب ، كأن يقال : " لو أن لي بكم قوة لفعلت كذا وكذا " . ولذلك يقال إن الملائكة قالت له : إن ركنك لشديد ولذلك قال : { … أَوْ آوِيۤ إِلَىٰ رُكْنٍ شَدِيدٍ } [ هود : 80 ] . والشيء الشديد هو المتجمِّع تجمُّعاً يصعب فَصْلُه ، أو المختلط اختلاطاً بمزجٍ يصعب تحلُّله لأنك حين تجمع الأشياء فإما أن تجمع أشياء أجناسها منفصّلة ، ولكنك تربطها ربطاً قوياً ، مثل أن تربط المصلوب على شجرة برباط قوي ، لكن كليهما - المصلوب والشجرة - منفصل عن الآخر وله ذاته ، وهناك ما يُسمَّى خلطاً ، وهناك ما يُسمَّى مزجاً ، والخلط هو أن تخلط أشياء ، وكل شيء منها متميز عن غيره بحيث تستطيع أن تفصله ، أما المزج فلا يمكن فصل الأشياء الممتزجة ببعضها . ومثال ذلك : أنك قد تخلط فول التدميس مثلاً مع حبات من الفول السوداني ، وتستطيع أن تفصل الاثنين بعضهما عن بعض لأنك جمعتهما على استقلال . ولكن إن قُمْتَ بعصر ليمون على كوب من الماء المحلى بالسكر فهذا مزج يصعب حَلُّه . وقد قال لوط عليه السلام ذلك لأنه لم يكن في مَنعةٍ من قومه ، أهل " سدوم " ويقال : إنها خمس قرى قريبة من " حمص " . وقد تعجَّب رسول الله صلى الله عليه وسلم من قول لوط ، فقال - فيما رواه البخاري - : " رحم الله أخي لوطاً كان يأوي إلى ركن شديد " . فَلِهوْل ما عانى لوط عليه السلام من كرب المفاجأة قال ذلك ، وهو يعلم أنه لا يوجد سند أو ركن أشد من الحق سبحانه وتعالى . ويقول الحق سبحانه بعد ذلك ما قالته الملائكة للوط عليه السلام : { قَالُواْ يٰلُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَن يَصِلُوۤاْ إِلَيْكَ … } .