Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 12, Ayat: 25-25)
Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وعرفنا أن كلاهما حاول الوصول إلى الباب قبل الآخر وتسابقا في هذا الاستباق ، ونلحظ أن الحق سبحانه يذكر هنا باباً واحداً وكانت امرأة العزيز قد غلَّقَتْ من قبل أكثر من باب . لكن قول الحق سبحانه : { وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَا ٱلْبَابِ … } [ يوسف : 25 ] . يدلنا على أنها لحقتْ بيوسف عند الباب الأخير وهي قد استبقتْ مع يوسف إلى الأبواب كلها حتى الباب الأخير لأنها تريد أن تغلق الباب لتسد أمامه المنفذ الأخير ، وهذا الاستباق يختلف باختلاف الفاعل فهي تريده عن نفسه ، وهو يريد الفرار من الموقف ، ثم قدَّتْ قميصه من دُبر . هذا دليل على أنه قد سبقها إلى الباب فشدَّته من قميصه من الخلف ، وتمزَّق القميص في يدها ، وقد محَّص الشاهد - الذي هو من أهلها - تلك المسألة ليستنبط من الأحداث حقيقة ما حدث . وقوله تعالى : { وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَا ٱلْبَابِ … } [ يوسف : 25 ] . أي : حدثت لهما المفاجأة ، وهي ظهور عزيز مصر أمامهما وصار المشهد ثلاثياً : امرأة العزيز ويوسف وزوجها . وهنا ألقت المرأة الاتهام على يوسف عليه السلام في شكل سؤال تبريري للهروب من تبعية الطلب ، وإلقاء التهم على يوسف : { قَالَتْ مَا جَزَآءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوۤءًا … } [ يوسف : 25 ] . ثم حددت العقاب : { إِلاَّ أَن يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } [ يوسف : 25 ] . ويأتي الحق سبحانه بقول يوسف عليه السلام : { قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَن نَّفْسِي وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّنْ أَهْلِهَآ إِن كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الكَاذِبِينَ } [ يوسف : 26 ] . وهنا وجد عزيز مصر نفسه بين قوليْنِ مختلفين قولها هي باتهام يوسف وقوله هو باتهامها ، ولا بُدَّ أن يأتي بمَن يفصِل بين القولين ، وأن يكون له دِقَّة استقبال وفَهْم الأحداث . ويتابع الحق سبحانه : { قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي … } .