Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 12, Ayat: 39-39)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وكلمة " صاحب " معناها ملازم والجامع بين يوسف والسجينين هو السجن ، ونحن نقول " فلان صاحب الدراسة " أو " صاحب حج " ، الشيء الذي يربط بين اثنين أو أكثر ، إما أن تنسبه للمكان ، أو تنسبه إلى الظرف الذي جمع بين تلك المجموعة من الصحبة . وطرح يوسف السؤال : { ءَأَرْبَابٌ مُّتَّفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ ٱللَّهُ ٱلْوَاحِدُ ٱلْقَهَّارُ } [ يوسف : 39 ] . وحين تطرح سؤالاً عبر مقابل لك ، فأنت تعلم مُقدَّماً أنه يفهم أن أرباباً متفرقون ليسوا خيراً من إله واحد ، وكأن يوسف قد وَثِق من أن إجابتهما لن تكون إلا بقولهم " بل عبادة إله واحد خير " . وهو لم يكُنْ ليسأل إلاَّ إذا عرف أنهما سيُديرانِ كل الأجوبة فلا يجدان جواباً إلا الجواب الذي أراده . فهما قد عبدا آلهة متعددة وكان المفروض في مقاييس الأشياء أن تُغنِيكم تلك الآلهة عن اللجوء لمن يعبد الإله الواحد . إذن : في قُوَى البشر نجد التعدد يُثْرِي ويُضخِّم العمل ، لكن في الألوهية نجد الشرك يُضعِف العمل . ولذلك نجد الصوفي يقول : اعمل لوجه واحد يكفيك كل الأوجه . ولذلك قال يوسف عليه السلام لصاحبي السجن : { ءَأَرْبَابٌ مُّتَّفَرِّقُونَ خَيْرٌ … } [ يوسف : 39 ] . ولو كان تفرُّقهم تفرُّقَ ذواتٍ لكانوا بلا كمال يستحقون من أجله العبادة ، ولو كان تفرُّقهم تفرُّقَ تَكرار لما كان لهذا التكرار لزوم ، ولو كان تفرُّقهم تفرُّق اختصاصات ، فهذا يعني أن لكل منهم نقطةَ قوة ونقاطَ ضعف وتفرُّقهم هذا دليل نقص . ولذلك رحمنا الحق نحن المؤمنين به لنعبد إلهاً واحداً ، فقال : { ضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلاً رَّجُلاً فِيهِ شُرَكَآءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلاً سَلَماً لِّرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً ٱلْحَمْدُ للَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ } [ الزمر : 29 ] . وقد حاول يوسف عليه السلام أن يهديهم إلى عبادة الإله الواحد ، وقال لهم من بعد ذلك ما جاء به الحق سبحانه : { مَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِهِ … } .