Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 12, Ayat: 58-58)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقد عرفهم يوسف لكنهم لم يعرفوه ، فقد ألقَوْهُ في الجُبِّ صغيراً ومرَّتْ رحلته في الحياة بعد أن عثر عليه بعض السيَّارة وباعوه لعزيز مصر ، لتمر به الأحداث المتتابعة بما فيها من نُضْج جسدي وحُسْن فائق ، ومُراودة من امرأة العزيز ، ثم سنوات السجن السبع . ولكل حدث من تلك الأحداث أثر على ملامح الإنسان فضلاً عن أنهم جاءوه وهو في منصبه العالي ، بما يفرضه عليه من وجاهة في الهيئة والملبس . أما هو فقد عرفهم لأنه قد تركهم وهم كبار ، وقد تحددت ملامحهم ، ونعلم أن الإنسان حين يمرُّ عليه عِقْد من الزمان فهذا الزمن قد يزيد من تحديد ملامحه ، إذا ما كانَ كبيراً ناضجاً ، لكنه لا يغيرها مثلما يُغيِّر الزمنُ ملامح الطفل حين يكبر ويصل إلى النضج . والذي دفعهم إلى المجيء هو القحط الذي لم يُؤثِّر على مصر وحدها بل أثَّر أيضاً على المناطق المجاورة لها . وذاع أمر يوسف عليه السلام الذي اختزن الأقوات تحسُّباً لذلك القحط وقد أرسلهم أبوهم ليطلبوا منه المَيْرة والطعام ، ولم يتخيَّلوا بأي حال أن يكون مَنْ أمامهم هو أخوهم الذي ألقوْه في الجُبِّ . ويقول الحق سبحانه : { وَلَمَّا جَهَّزَهُم … } .