Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 12, Ayat: 86-86)
Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وشكاية الأمر إلى الله لَوْن من العبادة لله ، والبَثُّ : هي المصيبة التي لا قُدرة لأحد على كتمانها فينشرها ، وإذا أصاب الأعلى الأدنى بما يراه الأدنى سوءً ، يتفرع الأدنى إلى نوعين : نوع يتودد إلى الأقوى ، ويتعطفه ويلين له ، ويستغفره ويستميحه ، ونوع آخر يتأبى على المُبْتَلى . ويتمرد ، ولسان حاله يقول : " فليفعل ما يريد " . والحق تبارك وتعالى يقول في كتابه : { فَلَوْلاۤ إِذْ جَآءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُواْ } [ الأنعام : 43 ] . فساعةَ يأتي البأْسُ ونتضرع إلى الله يكون البأس قد غسلنا من الذنوب ونسيان الذِّكْر وأعادنا إلى الله الذي لن يزيل البأس إلا هو . أما الذي يتمرد ويستعلي على الأحداث ، فويل له من ذلك التمرد . والحق سبحانه حين يصيب إنساناً بمصيبة ، فهو يلطف بِمَنْ يدعوه . وتساءَل بعضهم : ولماذا لم يَقُلْ يعقوب ما علَّمنا إياه رسولنا صلى الله عليه وسلم : { ٱلَّذِينَ إِذَآ أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا للَّهِ وَإِنَّـآ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ } [ البقرة : 156 ] . ونقول : إن هذا من النعم التي اختصَّ بها الحق سبحانه أمةَ محمد صلى الله عليه وسلم وحين دخل بعضهم على عليّ بن أبي طالب - كرَّم الله وجهه وأرضاه - وكان يعاني من وَعْكة ، وكان يتأوَّه ، فقالوا له : يا أبا الحسن أتتوجَّع ؟ قال : أنا لا أشجع على الله . وهنا في الآية - التي نحن بصدد خواطرنا عنها - يعلن يعقوب عليه السلام أنه لا يشكو حُزْنه وهَمَّه إلا إلى الله ، فهو القادر على كشف الضُّرِّ لأن يعقوب عليه السلام يعلم من الله ما لا يعلم أبناؤه أو أحفاده . فقد كان يشعر بوجدانه ، وبما كان لديه من شكوك لحظة إبلاغهم له بحكاية الذئب المكذوبة أن يوسف ما زال حياً ، وأن الرُّؤيا التي حكى يوسف عنها لأبيه ، سوف يأذن الحق بتحقيقها . ويذكر الحق سبحانه ما جاء على لسان يعقوب فيقول : { يٰبَنِىَّ ٱذْهَبُواْ … } .