Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 12, Ayat: 89-89)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

ومجيء هذا القول في صيغة السؤال يدفعهم إلى التأمل والتدقيق لمعرفة شخصية المُتحدِّث . ثم يأتي التلطُّف الجميل منه حين يضيف : { مَّا فَعَلْتُم بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنتُمْ جَاهِلُونَ } [ يوسف : 89 ] . وفي هذا القول ما يلتمس لهم به العُذْر بالجهل ، ولم يتحدث إليهم بعِزَّة الكبرياء ، وغرور المكانة التي وصل إليها ، وهدفه أن يخفف عَنهم صَدْمة المفاجأة ، فذكر لهم أنهم فعلوا ذلك أيام جهلهم . وهذا مثلما يكون أحدهم قد أخطأ في حقِّك قديماً بسلوك غير مقبول ، ولكن الأيام أزالتْ مرارتك من سلوكه ، فتُذكِّره بما فعله قديماً وأنت تقول له : إن فعلك هذا قد صدر منك أيام طَيْشك ، لكنك الآن قد وصلت إلى درجة التعقُّل وفَهْم الأمور . وقول يوسف عليه السلام لهم هذا الأمر بهذه الصيغة من التلطُّف ، إنما يعبر أيضاً عن تأثُّره بشكواهم ، ثم تبسُّمه لهم ، وظهور ثناياه دفعهم إلى تذكُّره ، ودار بينهم وبينه الحوار الذي جاء في الآية التالية : { قَالُوۤاْ أَءِنَّكَ لأَنتَ يُوسُفُ … } .