Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 12, Ayat: 93-93)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وكان يوسف عليه السلام ، قد عَلِم أن أباه يربط عينيه من الحزن ، وكاد أن يفقد بصره ، فأمر إخوته أن يذهبوا بقميصه الذي كان يلبسه إلى أبيه . وتقول كتب السِّير أن أخاه الأكبر الذي رفض أن يبرح مصر ، وقال : { فَلَنْ أَبْرَحَ ٱلأَرْضَ حَتَّىٰ يَأْذَنَ لِيۤ أَبِيۤ أَوْ يَحْكُمَ ٱللَّهُ لِي وَهُوَ خَيْرُ ٱلْحَاكِمِينَ } [ يوسف : 80 ] . قد قال ليوسف : " يا أيها العزيز إنني أنا الذي حملتُ القميص بدم كذب إلى أبي ، فدعْني احمل هذا القميص لأبي ، كي تمحو هذه تلك " . وقال يوسف عن فعل القميص مع الأب : { فَأَلْقُوهُ عَلَىٰ وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيراً … } [ يوسف : 93 ] . ونلحظ أنه لم يَقُلْ : " وجه أبيكم " . وفي قوله : { وَجْهِ أَبِي … } [ يوسف : 93 ] . إشارة إلى الحنان الأبوي الذي فقدوه منذ أن غاب يوسف ، فغرق والده في الحزن . و . { يَأْتِ بَصِيراً … } [ يوسف : 93 ] . أي : يرتدّ إليه بصره ، أو يراه أمامه سليماً . ويضيف يوسف : { وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ } [ يوسف : 93 ] . هذا تعبير قُرآني دقيق ، أن يُحضروا معهم كل مَنْ يَمُتُّ بصلة قرابة لهم أو يعمل معهم ، ولم يَقُلْ يوسف " بآلكم " حتى لا يأتوا بالأعيان فقط . ونلحظ أنه لم يذكر والده في أمر يوسف لإخوته أن يأتوه بكل مَنْ يمُتُّ لهم بصلة قُرْبى لأن في مثل هذا الأمر - من موقع عزيز مصر - إجباراً للأب على المجيء ، وهو يُجِلُّ أباه عن ذلك . ويقول الحق سبحانه بعد ذلك : { وَلَمَّا فَصَلَتِ … } .