Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 14, Ayat: 11-11)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وهكذا أوضح الرسل لأقوامهم : نحن بشر مثلكم ، والسلطان الذي نملكه هو المعجزة التي اختصَّ بها الحق سبحانه كُلَّ رسول ، والحق سبحانه هو الذي يتفضَّل على عباده فيختار منهم الرسول المناسب لكل قوم ويرسل معه المعجزة الدالة على تلك الرسالة ويقوم الرسول بتبليغ كل ما يأمر به الله . وكل رسول إنما يفعل ذلك ويُقبِل عليه بكل الثقة في أن الحق سبحانه لن يخذله وسينصره فسبحانه هو القائل : { وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ ٱلْغَالِبُونَ } [ الصافات : 173 ] . ويخبرنا سبحانه بطمأنة الرسول ومَنْ معه لحظةَ أن تزلزلهم جِسَام الأحداث وتبلغ قلوبهم الحناجر ، ويتساءلون : { مَتَىٰ نَصْرُ ٱللَّهِ … } [ البقرة : 214 ] . فتأتي أخبار نَصرْ الحق سبحانه لرسله السابقين لطمأنه المؤمنين ، ونجد الحق سبحانه هنا يقول : { وَعلَى ٱللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ ٱلْمُؤْمِنُونَ } [ إبراهيم : 11 ] . هكذا أعلن كل رسول لِمَنْ آمن به من قومه ، فعلَى الله وحده يتوكَّل المؤمنون ، ويُفوِّضون كل أمورهم إليه وحده صَبْراً على معاندة الكافرين ، وثِقةً في أنه سبحانه ينصر مَنْ أبلغوا رسالته ومنهجه ، وينصر معهم مَنْ آمنوا بالمنهج والرسالة . وينقل لنا الحق سبحانه بقية ما قاله الرسل لأقوامهم : { وَمَا لَنَآ أَلاَّ نَتَوَكَّلَ عَلَى ٱللَّهِ … } .