Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 14, Ayat: 50-50)
Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
و " السرابيل " جمع " سِرْبال " وهو ما يلي الجسد ، وهو ما نسميه في عصرنا " قميص " . وإذا كان السِّرْبال من قطران فهو أسود لاذع نتن الرائحة سريع الاشتعال وتلك صفات القطران ، وهو شيء يسيل من بعض أشجار البادية وتلك صفاته ، وهم يستخدمونه لعلاج الجمال من الجرب . وعادة يضرب الحق سبحانه المثل من الصورة القريبة إلى الذِّهن من التي يراها العربي في بيئته . ويقول عنهم الحق سبحانه أيضاً : { وَتَغْشَىٰ وُجُوهَهُمُ ٱلنَّارُ } [ إبراهيم : 50 ] . والإنسان إذا ما تعرّض لأمر يصيبه بالعطب ، فأوَّل ما يحاول الحفاظ عليه هو وجهه ، ذلك أن الوجه هو أشرف شيء في الإنسان ، فما بالنا حين تغشى وجوه الكفرةِ النارُ ؟ إن مجرد تخيُّل ذلك أمر مؤلم . وسبحانه يقول في آية اخرى : { أَفَمَن يَتَّقِي بِوَجْهِهِ سُوۤءَ ٱلْعَذَابِ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ … } [ الزمر : 24 ] . وكأن الواحد منهم من فَرْط شدة العذاب يحاول أن يدفَع هذا العذاب بوجهه ، وهكذا نجد أحاسيسَ شتَّى لهذا العذاب وهو مُؤلِم أشدّ الألم . ويقول سبحانه في موقع آخر : { يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي ٱلنَّارِ عَلَىٰ وُجُوهِهِمْ … } [ القمر : 48 ] . وهكذا نجد أن الوجه قد جاء في أكثر من صورة من صور هذا العذاب . ويقول سبحانه من بعد ذلك : { لِيَجْزِيَ ٱللَّهُ كُلَّ نَفْسٍ … } .