Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 15, Ayat: 50-50)
Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وهكذا يكتمل النبأ بالمغفرة لِمَن آمنوا والعذاب لِمَنْ كفروا ، وكانوا من أهل الغواية . ونلحظ أنه سبحانه لم يُشدِّد في تأكيد العذاب ، ذلك أن رحمته سبقتْ غضبه ، مصداقاً لقوله صلى الله عليه وسلم : " إن الله تعالى خلق الرحمة يوم خلقها مائةَ رحمة ، فأمسك عنده تسعاً وتسعين رحمةً ، وأرسل في خلَقْه كلِّهم رحمةً واحدةً ، فلو يعلم الكافر بكل الذي عند الله من الرحمة لم ييئس من الجنة ولو يعلم المسلم بكل الذي عند الله من العذاب لم يأمن من النار " . ونلحظ أن الآيتين السابقتين يشرحهما قَوْل الحق سبحانه : { وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِّلنَّاسِ عَلَىٰ ظُلْمِهِمْ وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ ٱلْعِقَابِ } [ الرعد : 6 ] . ولذلك نرى أن الآيتين قد نبَّهتا إلى مَقَامي الرجاء والخوف ، وعلى المؤمن أنْ يجمعَ بينهما ، وألاَّ يُؤجِّل العمل الصالح وتكاليف الإيمان ، وأن يستغفر من المعاصي لأن الله سبحانه وتعالى يعامل الناس بالفضل لمن أخلص النية وأحسن الطوية . لذلك يقول الحديث : " لمَّا قضى الله الخَلْق كتب في كتابه فهو عنده فوق العرش : إن رحمتي سبقت غضبي " . ثم ينقلنا الحق سبحانه من بعد الحديث عن الصفات الجلالية والجمالية في الغفران والرحمة والانتقام إلى مسألة حسِّية واقعية تُوضِّح كل تلك الصفات ، فيتكلم عن إبراهيم - عليه السلام - ويعطيه البُشْرى ، ثم ينتقل لابن أخيه لوط فيعطيه النجاة ، ويُنزِل بأهله العقاب . يقول الحق سبحانه : { وَنَبِّئْهُمْ عَن … } .