Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 15, Ayat: 51-51)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وكلمة ضيف تدلُّ على المائل لغيره لقِرَىً أو استئناس ، ويُسمونه " المُنْضوي " لأنه ينضوي إلى غيره لطلب القِرَى ، ولطلب الأمن . ومن معاني المُنْضوي أنه مالَ ناحية الضَّوْء . وكان الكرماء من العرب من أهل السماحة لا تقتصر سماحتهم على مَنْ يطرقون بابهم ، ولكنهم يُعلِنون عن أنفسهم بالنار ليراها مَنْ يسير في الطريق ليهتدي إليهم . وكلنا قرأنا ما قاله حاتم الطائي للعبد الذي يخدمه : @ أَوْقِد النارَ فإنَّ الليْلَ لَيْل قُرّ والريحُ يَا غُلامُ ريحُ صِرّ إنْ جلبت لنَا ضَيْفاً فأنت حُر @@ وهكذا نعرف أصلَ كلمة انضوى . أي : تَبِع الضوء . وكلمة ضيف لفظ مُفْرد يُطلَق على المفرد والمُثنَّى والجمع ، إناثاً أو ذكوراً ، فيُقال : جاءني ضيف فأكرمته ، ويقال : جاءني ضيف فأكرمتها ، ويقال : جاءني ضيف فأكرمتهما ، وجاءني ضيف فأكرمتهم ، وجاءني ضيف فأكرمتهُنَّ . وكلُّ ذلك لأن كلمة " ضيف " قامت مقام المصدر . ولكن هناك من أهل العربية مَنْ يجمعون " ضيف " على " أضياف " ويجمعون " ضيف " على " ضيوف " ، أو يجمعون " ضيف " على " ضِيفان " . ولننتبه إلى أن الضيفَ إذا أُطلِق على جَمْع فمعناه أن فرداً قد جاء ومعه غيره ، وإذا جاءت جماعة ، ثم تبعتْهَا جماعة أخرى نقول : وجاءت ضيف أخرى . وهنا في الآية التي نحن بصدد خواطرنا عنها نعلم أنهم ليسوا ضيفاً من الآية التي تليها التي قال فيها الحق سبحانه : { إِذْ دَخَلُواْ عَلَيْهِ … } .