Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 15, Ayat: 80-80)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وأصحاب الحِجْر هم قوم صالح ، وكانت المنطقة التي يقيمون فيها كلها من الحجارة ولا يزال مُقَامهم معروفاً في المسافة بين خيبر وتبوك . وقال فيهم الحق سبحانه : { أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ * وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ } [ الشعراء : 128 - 129 ] . وهم قد كذّبوا نبيهم " صالح " وكان تكذيبهم له يتضمن تكذيب كل الرسل ذلك أن الرسل يتواردون على وحدانية الله ، ويتفقون في الأحكام العامة الشاملة ، ولا يختلف الأنبياء إلا في الجزئيات المناسبة لكل بيئة من البيئات التي يعيشون فيها . فبيئة : تعبد الأصنام ، فيُثبِت لهم نبيُّهم أن الأصنام لا تستحق أن تُعبد . وبيئة أخرى : تُطفِّف الكيْل والميزان فيأتي رسولهم بما ينهاهم عن ذلك . وبيئة ثالثة : ترتكب الفواحش فيُحذِّرهم نبيهم من تلك الفواحش . وهكذا اختلف الرسل في الجزئيات المناسبة لكل بيئة لكنهم لم يختلفوا في المنهج الكُليّ الخاص بالتوحيد والمنهج ، وقد قال الحق سبحانه عن قوم صالح أنهم كذَّبوا المُرْسلين بمعنى أنهم كذّبوا صالحاً فيما جاء به من دعوة التوحيد التي جاء بها كل الرسل . ويقول الحق سبحانه عنهم من بعد ذلك : { وَآتَيْنَاهُمْ آيَاتِنَا … } .