Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 16, Ayat: 102-102)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

الحق تبارك وتعالى في هذه الآية يرد على الكفار افتراءهم على رسول الله ، واتهامهم له بالكذب المتعمد ، وأنه جاء بهذه الآيات من نفسه ، فقال له : يا محمد قُلْ لهؤلاء : بل نزَّله روح القُدس . والقدس : أي المطهّر ، من إضافة الموصوف للصفة ، كما نقول : حاتم الجود مثلاً . والمراد بـ " روح القُدُس " سفير الوحي جبريل عليه السلام ، وقد قال عنه في آية أخرى : { نَزَلَ بِهِ ٱلرُّوحُ ٱلأَمِينُ } [ الشعراء : 193 ] . وقال عنه : { إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ * ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي ٱلْعَرْشِ مَكِينٍ * مُّطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ } [ التكوير : 19 - 21 ] . وقول الحق سبحانه : { مِن رَّبِّكَ بِٱلْحَقِّ … } [ النحل : 102 ] . أي : أن جبريل لم يأْتِ بهذا القرآن من عنده هو ، بل من عند الله بالحق ، فمُحمد صلى الله عليه وسلم لم يَأْتِ بالقرآن من عنده ، وكذلك جبريل ، فالقرآن من عند الله ، ليس افتراءً على الله ، لا من محمد ، ولا من جبريل عليهما السلام . وقوله تعالى : { لِيُثَبِّتَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَهُدًى وَبُشْرَىٰ لِلْمُسْلِمِينَ } [ النحل : 102 ] . أي : ليُثبِّتَ الذين آمنوا على تصديق ما جاء به الرسول من الآيات ، أن الله تعالى أعلمُ بما يُنزل من الآيات ، وأن كل آية منها مُناسِبة لزمانها ومكانها وبيئتها ، وفي هذا دليلٌ على أن المؤمنين طائعون مُنصَاعون لله تعالى مُصدِّقون للرسول صلى الله عليه وسلم في كُلِّ ما بلغ عن ربه تعالى . ثم يقول الحق سبحانه : { وَلَقَدْ نَعْلَمُ … } .