Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 17, Ayat: 84-84)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

أي : أن كل إنسان يعمل على طريقته ، وعلى طبيعته ، وعلى مقدار ما تكونت به من خلايا الإيمان ، أو من خلايا إيمان اختلطت بخلايا عصيان ، أو بما عنده من خلايا كفر ، فالناس مختلفون وليسوا على طبع واحد ، فلا تحاول - إذن - أن تجعل الناس على طبع واحد . وما دام الأمر كذلك ، فليعمل كل واحد على شاكلته ، وحسب طبيعته ، فإنْ أساء إليك إنسان سيء الطبع فلا تقابله بسوء مثله ، ولتعمل أنت على شاكلتك ، ولتقابله بطبع طيّب لذلك يقولون : لا تُكافئ مَنْ عصى الله فيك بأكثر من أنْ تطيع الله فيه . وبذلك يستقيم الميزان في المجتمع ، ولا تتفاقم فيه أسباب الخلاف . ثم يقول تعالى : { فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَىٰ سَبِيلاً } [ الإسراء : 84 ] والربُّ : المتولّي للتربية ، والمتولّي للتربية لا شكّ يعلم خبايا المربَّى ، ويعلم أسراره ونواياه ، كما قال تعالى : { أَلاَ يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ ٱللَّطِيفُ ٱلْخَبِيرُ } [ الملك : 14 ] . ثم يقول الحق تبارك وتعالى : { وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ ٱلرُّوحِ قُلِ ٱلرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي … } .