Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 17, Ayat: 92-92)
Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
الزَّعْم : هو القبول المخالف للواقع ، ويقولون : الزعم مطّية الكذب ، قال تعالى : { زَعَمَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ أَن لَّن يُبْعَثُواْ … } [ التغابن : 7 ] . وإنْ كانوا اتهموا رسول الله بالزعم ، فما هو إلا مُبلِّغ عن الله ، وناقل إليهم منهج ربه ، فإنْ أرادوا أنْ يتَّهموا فليتهموا الحق سبحانه وتعالى لأن رسوله لا ذنبَ له ، وقد جاءوا بمسألة إسقاط السماء عليهم لأن الحق سبحانه سبق أنْ قال عنهم : { أَفَلَمْ يَرَوْاْ إِلَىٰ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ مِّنَ ٱلسَّمَآءِ وَٱلأَرْضِ إِن نَّشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ ٱلأَرْضَ أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفاً مِّنَ ٱلسَّمَآءِ … } [ سبأ : 9 ] . لذلك طلبوا من رسول الله أنْ يُوقِع بهم هذا التهديد . و { كِسَفاً … } [ الإسراء : 92 ] أي : قِطَعاً ، ومفردها كسفة كقطعة . ويقول تعالى : { أَوْ تَأْتِيَ بِٱللَّهِ وَٱلْمَلاۤئِكَةِ قَبِيلاً } [ الإسراء : 92 ] أي : نراهم أمامنا هكذا مُقابلةً عياناً ، وقد جاء هذا المعنى أيضاً في قوله تعالى : { وَقَالَ ٱلَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَآءَنَا لَوْلاَ أُنْزِلَ عَلَيْنَا ٱلْمَلاَئِكَةُ أَوْ نَرَىٰ رَبَّنَا … } [ الفرقان : 21 ] . والمتأمل فيما طلبه الكفار من رسول الله صلى الله عليه وسلم يجده تعجيزاً بعيداً كُلَّ البعد عن الواقع ، مما يدلنا على أنهم ما أرادوا الإيمان والهداية ، بل قصدوا الجدل والعناد لذلك يقول الحق سبحانه رَدّاً على لَجَج هؤلاء وتعنُّتهم : { وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَآ إِلَيْهِمُ ٱلْمَلاۤئِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ ٱلْمَوْتَىٰ وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلاً مَّا كَانُواْ لِيُؤْمِنُوۤاْ … } [ الأنعام : 111 ] . ثم يقول تعالى عنهم أنهم قالوا : { أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِّن زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَىٰ فِي ٱلسَّمَآءِ وَلَن نُّؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ … } .