Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 18, Ayat: 21-21)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

في قوله تعالى : { وَكَذٰلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوۤاْ أَنَّ وَعْدَ ٱللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ ٱلسَّاعَةَ لاَ رَيْبَ فِيهَا … } [ الكهف : 21 ] يقيم من أهل الكهف دليلاً على قيام الساعة والبعث بعد الموت ، فها أنتم ما زِلْتم على قَيْد الحياة وفي سَعَة الدنيا ، ومع ذلك أنامكم الله هذه النَّوْمة الطويلة ثم بعثكم ، وقد عُثِر عليهم ، وما زالت فيهم حياة . ثم يقول تعالى : { إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقَالُواْ ٱبْنُواْ عَلَيْهِمْ بُنْيَاناً رَّبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ … } [ الكهف : 21 ] حدث هذا التنازع من الجماعة الذين عثروا عليهم ، ويبدو أنهم كانوا على مِسْحة من الدين ، فأرادوا أنْ يحافظوا على هذه الآية الإلهية ، ويصحّ أنهم بمجرد أنْ عثروا عليهم قضى أجلهم فماتوا . وهذه مسألة يجب أن يُؤرّخ لها ، وأن تخلد لذلك جعلوها مثلاً شَرُوداً للعالم كله لتُعرف قصة هؤلاء الفتية الذين ضَحَّوْا في سبيل عقيدتهم وفَرُّوا بدينهم من سَعَة الحياة إلى ضيق الكهف ليكونوا مثلاً لكل أهل العقيدة ، ودليلاً على أن الله تعالى ينصر أهله ويدافع عنهم ويُخلِّد ذكراهم إلى قيام الساعة . لذلك قال بعضهم لبعض : { ٱبْنُواْ عَلَيْهِمْ بُنْيَاناً … } [ الكهف : 21 ] أي : مطلق البنيان ، فعارضهم آخرون بأن البناء يجب أن يكون مسجداً { قَالَ ٱلَّذِينَ غَلَبُواْ عَلَىٰ أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَّسْجِداً } [ الكهف : 21 ] ليكون موضعاً للسجود لله وللعبادة ليتناسب مع هذه الآية العظيمة الخالدة . ثم تحدَّث الحق سبحانه عن الاختلافات التي نشأت عن فضول الناس لمعرفة عدد أهل الكهف ، وما يتعلَّق بهم من تفصيلات هي في حقيقتها عِلْم لا ينفع وجَهْل لا يضر ، فقال تعالى : { سَيَقُولُونَ ثَلاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ … } .