Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 18, Ayat: 4-4)
Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
والإنذار هنا غير الإنذار الأول ، لقد كرّر الإنذار ليكون خاصاً بقمة المعاصي ، إنذار للذين قالوا اتخذ الله ولداً ، أما الإنذار الأول فهو لمطلق الكفر والمعصية ، وأما الثاني فهو لإعادة الخاص مع العام ، كأن لهؤلاء الذين نسبوا لله الولد عذاباً يناسب ما وقعوا فيه من جرأة على الحق سبحانه وتعالى . وقد أوضح القرآن فظاعة هذه المعصية في قوله : { وَقَالُواْ ٱتَّخَذَ ٱلرَّحْمَـٰنُ وَلَداً * لَّقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدّاً * تَكَادُ ٱلسَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ ٱلأَرْضُ وَتَخِرُّ ٱلْجِبَالُ هَدّاً * أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَـٰنِ وَلَداً * وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَـٰنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَداً } [ مريم : 88 - 92 ] . إنها قمة المعاصي أنْ نخوضَ في ذات الله تعالى بمقولة تتفطر لها السماء ، وتنشق لها الأرض ، وتنهدّ لهوْلِها الجبال . ثم يقول الحق سبحانه : { مَّا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلاَ لآبَائِهِمْ … } .