Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 18, Ayat: 6-6)
Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
ومعنى : { بَاخِعٌ نَّفْسَكَ … } [ الكهف : 6 ] أي : تجهد نفسك في دعوة قومك إجهاداً يُهلكها ، وفي الآية إشفاق على رسول الله لأنه حَمّل نفسه في سبيل هداية قومه ما لا يحمله الله ويلزم ما لا يلزمه ، فقد كان صلى الله عليه وسلم يدعو قومه فيُعرضوا ويتولَّوْا عنه فيُشيِّع آثارهم بالأسف والحزن ، كما يسافر عنك حبيب أو عزيز ، فتسير على أثره تملؤك مرارة الأسى والفراق ، فكأن رسول الله لحبه لقومه وحِرْصه على هدايتهم يكاد يُهلك نفسه { أَسَفاً } . والأسف : الحزن العميق ، ومنه قَوْلُ يعقوب عليه السلام : { يَٰأَسَفَىٰ عَلَى يُوسُفَ … } [ يوسف : 84 ] وقوله تعالى عن موسى لما رجع إلى قومه غاضباً من عبادتهم العجل : { فَرَجَعَ مُوسَىٰ إِلَىٰ قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفاً … } [ طه : 86 ] . وقد حدّد الله تعالى مهمة الرسول وهي البلاغ ، وجعله بشيراً ونذيراً ، ولم يُكلّفه من أمر الدعوة ما لا يطيق ، ففي الآية مظهر من مظاهر رحمة الله برسوله صلى الله عليه وسلم ، فيقول الحق سبحانه : { إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى ٱلأَرْضِ زِينَةً لَّهَا … } .