Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 18, Ayat: 87-87)
Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ … } [ الكهف : 87 ] يعطينا إشارة إلى المهلة التي سيعطيها لهؤلاء ، مهلة تمكّنه أنْ يعِظهم ويُذكِّرهم ويُفهِّمهم مطلوبات دين الله . وسبق أن قلنا : إن الظلم أنواع ، أفظعها وأعلاها الشرك بالله ، كما قال تعالى : { إِنَّ ٱلشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ } [ لقمان : 13 ] . ثم يقول تعالى : { ثُمَّ يُرَدُّ إِلَىٰ رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَاباً نُّكْراً } [ الكهف : 87 ] . فلن نُعذِّبه على قدْر ما فعل ، بل نُعذّبه عقوبة دنيوية فقط لأن العقوبات الدنيوية شُرعَتْ لحفظ توازن المجتمع ، ورَدْع مَنْ لا يرتدع بالموعظة ، وإلا فما فائدة الموعظة في غير المؤمن ؟ لذلك نرى الأمم التي لا تؤمن بإله ، ولا بالقيامة والآخرة تُشرِّع هذه العقوبات الدنيوية لتستقيم أوضاعها . وبعد عذاب الدنيا وعقوبتها هناك عذاب أشدّ في الآخرة { عَذَاباً نُّكْراً } [ الكهف : 87 ] والشيء النكر : هو الذي لا نعرفه ، ولا عَهْد لنا به أو أُلْفة لأننا حينما نُعذِّب في الدنيا نُعذِّب بفطرتنا وطاقتنا ، أما عذاب الله في الآخرة فهو شيء لا نعرفه ، وفوق مداركنا وإمكاناتنا . ثم يقول الحق سبحانه : { وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُ جَزَآءً ٱلْحُسْنَىٰ … } .