Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 19, Ayat: 44-44)
Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
نلحظ أن إبراهيم في بداية محاورته لأبيه قال : { لِمَ تَعْبُدُ مَا لاَ يَسْمَعُ وَلاَ يُبْصِرُ وَلاَ يُغْنِي عَنكَ شَيْئاً } [ مريم : 42 ] وهنا يقول : { لاَ تَعْبُدِ ٱلشَّيْطَانَ … } [ مريم : 44 ] مع أن الشيطان يمكن أن يسمع ويبصر ، فكيف يكون ذلك ؟ قالوا : لأن الشيطان هو الذي يُسوِّل عبادة الصنم أو الشجر أو الشمس أو القمر ، فالأمر مردود إليه وهو سببه ، إلا أن إبراهيم عليه السلام حَلَّل المسألة المباشرة لأن أباه يعبد صنماً لا يسمع ولا يُبصر ، ولا يُغني عنه شيئاً ، وهذا بشهادتهم أنفسهم ، كما جاء في قوله تبارك وتعالى : { هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ * أَوْ يَنفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ } [ الشعراء : 72 - 73 ] . فهذا استفهام ، ولا يستفهم مُستفهِم مجادل ممَّن يجادله عن شيء ، إلا وقد عَلِم أن الجواب لا بُدَّ أن يكون في صالحه لأنه ائتمنه على الجواب . إذن : فعبادة ما دون الله مردُّها إلى إغواء الشيطان . ثم يستطرد إبراهيم قائلاً : { إِنَّ ٱلشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَـٰنِ عَصِيّاً } [ مريم : 44 ] عصياً : مبالغة في العصيان ، فالشيطان ليس عاصياً ، بل عَصِياً يعصي أوامر الله بلَدَدٍ وعناد . ثم يقول : { يٰأَبَتِ إِنِّيۤ أَخَافُ … } .