Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 19, Ayat: 92-92)
Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وعلينا هنا أنْ نُفرق بين نَفْي الحدث ونفي انبغاء الحدث ، فمثلاً في قول الحق - تبارك وتعالى - في شأن نبيه صلى الله عليه وسلم : { وَمَا عَلَّمْنَاهُ ٱلشِّعْرَ وَمَا يَنبَغِي لَهُ … } [ يس : 69 ] فنفى عنه قَوْل الشعر ، ونفي عنه انبغاء ذلك له ، فقد يظن ظانٌّ أن النبي لا يستطيع أن يقول شعراً ، أو أن أدوات الشعر من اللغة ورِقَّة الإحساس غير متوافرة لديه صلى الله عليه وسلم ، لكن رسول الله قادر على قَوْل الشعر إنْ أراد ، فهو قادر على الحدث ، إلا أنه لا ينبغي له . كذلك في قوله تعالى : { وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَـٰنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَداً } [ مريم : 92 ] فإنْ أراد سبحانه وتعالى أن يكون له ولد لَكانَ ذلك ، كما جاء في قوله تبارك وتعالى : { قُلْ إِن كَانَ لِلرَّحْمَـٰنِ وَلَدٌ فَأَنَاْ أَوَّلُ ٱلْعَابِدِينَ } [ الزخرف : 81 ] . أي : إن كان له سبحانه ولد فعلى العَيْن والرأس ، إنما هذه مسألة ما أرادها الحق سبحانه ، وما تنبغي له ، فكيف أدَّعي أنا أن لله ولداً هكذا من عندي ؟ وما حاجته تعالى للولد ، وقد قال في الآية بعدها : { إِن كُلُّ مَن فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ … } .