Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 141-141)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

بعض الناس يقول إن هذه الآية مكررة فقد تقدمتها آية تقول : { أَمْ كُنتُمْ شُهَدَآءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ ٱلْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَـٰهَكَ وَإِلَـٰهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَـٰهاً وَاحِداً وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ * تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ } [ البقرة : 133 - 134 ] . بعض السطحيين يقولون إن في هاتين الآيتين تكراراً … نقول إنك لم تفهم المعنى … الآية الأولى تقول لليهود إن نسبكم إلى إبراهيم وإسحاق لن يشفع لكم عند الله بما حرفتموه وغيرتموه في التوراة … وبما تفعلونه من غير ما شرع الله . فاعلموا أن عملكم هو الذي ستحاسبون عليه وليس نسبكم . أما في الآية التي نحن بصددها فقد قالوا إن إبراهيم وإسماعيل وإسحاق كانوا هوداً أو نصارى … الله تبارك وتعالى لا يجادلهم وإنما يقول لهم لنفرض - وهذا فرض غير صحيح - إن إبراهيم وإسماعيل وإسحاق كانوا هوداً أو نصارى فهذا لن يكون عذراً لكم … لأن لهم ما كسبوا ولكم ما كسبتم ، فلا تأخذوا ذلك حجة على الله يوم القيامة … ولا تقولوا إننا كنا نحسب أن إبراهيم وإسماعيل وإسحاق كانوا هوداً أو نصارى ، أي كانوا على غير دين الإسلام لأن هذه حجة غير مقبولة … وهل أنتم أعلم أم الله سبحانه الذي يشهد بأنهم كانوا مسلمين . إياك أن تقول إن هناك تكراراً … فإن السياق في الآية الأولى يقول لا شفاعة لكم يوم القيامة في نسبكم إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق … والسياق في الآية الثانية يقول لا حجة لكم يوم القيامة في قولكم إنهم كانوا هوداً أو نصارى … فلن ينفعكم نسبكم إليهم ولن يقبل الله حجتكم … وهكذا فإن المعنى مختلف تماماً يمس موقفين مختلفين يوم القيامة .