Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 176-176)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وذلك إشارة إلى ما تقدم ، وما تقدم هو الضلالة التي أخذوها وتركوا الهدى ، والعذاب الذي أخذوه بدلاً من المغفرة ، ونار يعذبون فيها ، وقد صبروا عليها ، إنها ثلاثة أشياء ملتقية العذاب ، والضلالة ، والنار . فالضلال هو السبب الأصيل في العذاب ، فإذا قال الله : عاقبتهم بكذا لأنهم ضلوا ، فذلك صحيح ، وإذا قال : فعلت فيهم ذلك لأنهم استحقوا العذاب ، فهو صادق ، والعذاب كحكم عام يكون بالنار . إذن : عندما يقول الحق : بالنار أو بالعذاب أو بالضلال فمرجعها جميعاً واحد ، يقال عنه : " ذلك " . { ذَلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ نَزَّلَ ٱلْكِتَابَ بِٱلْحَقِّ } [ البقرة : 176 ] والذي يغير الكتاب ويكتمه إنما يكره الحق . { وَإِنَّ ٱلَّذِينَ ٱخْتَلَفُواْ فِي ٱلْكِتَابِ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ } [ البقرة : 176 ] . إنها هوة واسعة يسقطون فيها ، فالشقاق في القيم المنهجية السماوية هو هوة كبيرة ، فلو كان الخلاف في أمور مادية لأمكن للبشر أن يتحملوها فيما بينهم ، ولكانت مسألة سهلة . ولكن الخلاف في أمر قيمي لا يقدر البشر على أن يصلحوه فيما بينهم ، من هنا فإن شقة الخلاف واسعة ، ولا يقوى على حلها إلا الله ، ولذلك قال سبحانه : { إن الله يحكم بينهم في ما هم فيه يختلفون … } [ الزمر : 3 ] .