Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 201-201)
Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
ولماذا لم ننس الدنيا هنا ؟ لأنها هي المزرعة للآخرة . وقوله سبحانه : { آتِنَا فِي ٱلدُّنْيَا حَسَنَةً } [ البقرة : 201 ] اختلف فيها العلماء بعضهم ضيقها وقال : إن حسنة الدنيا هي المرأة الصالحة . وقال عن حسنة الآخرة إنها الجنة . ومنهم من قال : إن حسنة الدنيا هي العلم لأن عليه يُبْنَى العمل ، وفي حسنة الآخرة قال : إنها المغفرة لأنها أم المطالب . ومن استعراض أقوال العلماء نجدهم يتفقون على أن حسنة الآخرة هي ما يؤدي إلى الجنة مغفرة ورحمة ، لكنهم اختلفوا في حسنة الدنيا . أقول : لماذا لا نجعل حسنة الدنيا أعم وأشمل فنقول : يا رب أعطنا كل ما يُحَسِّنُ الدنيا عندك لعبدك . ويذيل الحق هذه الآية بقول : { وَقِنَا عَذَابَ ٱلنَّارِ } [ البقرة : 201 ] وسبحانه وتعالى حين يَمْتَنُّ على عباده يمتن عليهم بأن زحزحهم عن النار وأدخلهم الجنة ، كأن مجرد الزحزحة عن النار نعيم ، فإذا ما أدخل الجنة بعد الزحزحة عن النار فكأنه أنعم على الإنسان بنعمتين لأنه سبحانه قال : { وَإِن مِّنكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا … } [ مريم : 71 ] . ومعناها أن كل إنسان سيرى النار إما وهو في طريقه للجنة ، فيقول : الحمد لله ، الإيمان أنجاني من هذه النار وعذابها . فهو عندما يرى النار وبشاعة منظرها يحمد الله على نعمة الإسلام . التي أنجته من النار . فإذا ما دخل الجنة ورأى نعيمها يحمد الله مرة ثانية . وكذلك يرى النار مَن هو مِن أهل الأعراف أي لا في النار ولا في الجنة ، يقول الحق : { فَمَن زُحْزِحَ عَنِ ٱلنَّارِ وَأُدْخِلَ ٱلْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ … } [ آل عمران : 185 ] . ويقول الحق من بعد ذلك : { أُولَـٰئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِّمَّا كَسَبُواْ … } .