Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 202-202)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

والنصيب هو الحظ ، وأما " مما كسبوا " فنعرف من قبل أن فيه " كسب " وفيه " اكتساب " . والاكتساب فيه افتعال ، إنما الكسب هو أمر عادي ، ولذلك تجد أن الاكتساب لا يكون إلا في الشر كأن الذي يفعل الشر يتكلف فيه ، لكن من يفعل الخير فذلك أمر طبيعي من الإنسان . والمقصود بـ " مما كسبوا " هنا هو الكسب من استيفاء أعمالهم التي فعلوها في الحج إحراماً ، وتلبية . وطوافاً ، وسعياً ، وذهاباً إلى " منى " ، وذهاباً إلى " عرفات " ووقوفاً بها ، وإفاضة إلى " مزدلفة " ، ورمياً للجمار . في " منى " ، وطواف إفاضة ، وكل هذا كسب للإنسان الذي نال شرف الحج . وعندما نقرأ : { وَٱللَّهُ سَرِيعُ ٱلْحِسَابِ } [ البقرة : 202 ] فلنفهم أن السرعة هي أن يقل الزمن عن الحدث ، فبدلاً من أن يأخذ الحدث منك ساعة ، قد تنهيه في نصف ساعة ، وكل حدث له زمن ، والحدث حين يكون له زمن وتريد أن تقلل زمن الحدث فلابد أن تسرع فيه حتى تنجزه في أقل وقت . وتقليل الزمن يقتضي سرعة الحركة في الفعل ، وذلك في الأفعال العلاجية التي تحتاج مُعَالجة ، وعملاً من الإنسان ، لكن سبحانه يفعل بـ " كُن " ولا يحتاج عمله إلى علاج ، وبالتالي لا يحتاج إلى زمن ، إذن فهو سريع الحساب لأنه لا يحتاج إلى زمن ، ولأنه لا يشغله شأن عن شأن ، وهذا هو الفرق بين قدرة الواحد سبحانه وقدرة الحادث لأن الحادث عندما يؤدي عملاً ، فهذا العمل يشغله عن غيره من الأعمال ، فلا يستطيع أن يؤدي عملين في وقت واحد ، لكن الواحد الأحد لا يشغله فعل عن فعل ، وبالتالي يفعل ما يريد وقتما يريد ولكل من يريد . ولذلك سُئل الإمام علي بن أبي طالب : كيف يحاسب الله الخلائق جميعاً في لحظة واحدة ؟ . فقال : " كما يرزقهم في ساعة واحدة " . فهو سبحانه الذي يرزقهم ، وكما يرزقهم يحاسبهم . ويقول الحق من بعد ذلك : { وَٱذْكُرُواْ ٱللَّهَ فِيۤ أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ … } .