Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 230-230)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وسبق أن قال الحق : { ٱلطَّلاَقُ مَرَّتَانِ } [ البقرة : 229 ] وبعدها قال : { فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ } [ البقرة : 229 ] . وهنا يتحدث الحق عن التسريح بقوله : { فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلاَ تَحِلُّ لَهُ مِن بَعْدُ حَتَّىٰ تَنْكِحَ زَوْجاً غَيْرَهُ } [ البقرة : 230 ] . وذلك حتى يبين لنا أنه إن وصلت الأمور بين الزوجين إلى مرحلة اللا عودة فلابد من درس قاس فلا يمكن أن يرجع كل منهما للآخر بسهولة . لقد أمهلهما الله بتشريع البينونة الصغرى التي يعقبها مهر وعقد جديدان فلم يرتدعا ، فكان لابد من البينونة الكبرى ، وهي أن تتزوج المرأة بزوج آخر وتجرب حياة زوجية أخرى . وبذلك يكون الدرس قاسياً . وقد يأخذ بعض الرجال المسألة بصورة شكلية ، فيتزوج المرأة المطلقة ثلاثاً زواجاً كامل الشروط من عقد وشهود ومهر ، لكن لا يترتب على الزواج معاشرة جنسية بينهما ، وذلك هو " المحلل " الذي نسمع عنه وهو ما لم يقره الإسلام . فمن تزوج على أنه محلل ومن وافقت على ذلك المحلل فليعلما أن ذلك حرام على الاثنين ، فليس في الإسلام محلل ، ومن يدخل بنية المحلل لا تجوز له الزوجة ، وليس له حقوق عليها ، وفي الوقت نفسه لو طلقها ذلك الرجل لا يجوز لها الرجوع لزوجها السابق ، لأن المحلل لم يكن زوجاً وإنما تمثيل زوج ، والتمثيل لا يُثبت في الواقع شيئاً . ولذلك قال الحق : { فَلاَ تَحِلُّ لَهُ مِن بَعْدُ حَتَّىٰ تَنْكِحَ زَوْجاً غَيْرَهُ } [ البقرة : 230 ] . والمقصود هنا النكاح الطبيعي الذي ساقت إليه الظروف دون افتعال ولا قصد للتحليل . وعندما يطلقها ذلك الرجل لظروف خارجة عن الإرادة وهي استحالة العشرة ، وليس لأسباب متفق عليها ، عندئذ يمكن للزوج السابق أن يتزوج المرأة التي كانت في عصمته وطلقها من قبل ثلاث مرات . { فَإِن طَلَّقَهَا فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَآ أَن يَتَرَاجَعَآ إِن ظَنَّآ أَن يُقِيمَا حُدُودَ ٱللَّهِ وَتِلْكَ حُدُودُ ٱللَّهِ يُبَيِّنُهَا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ } [ البقرة : 230 ] أي أن يغلب على الظن أن المسائل التي كانت مثار خلاف فيما مضى قد انتهت ووصل الاثنان إلى درجة من التعقل والاحترام المتبادل ، وأخذا درساً من التجربة تجعل كلا منهما يرضى بصاحبه . وبعد ذلك يقول الحق : { وَإِذَا طَلَّقْتُمُ ٱلنِّسَآءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ … } .