Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 268-268)
Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
إن الشيطان قد يوسوس لكم بأن الإنفاق إفقار لكم ، ويحاول أن يصرفكم عن الإنفاق في وجوه الخير ، ويغريكم بالمعاصي والفحشاء ، فالْغَنِيُّ حين يقبض يده عن المحتاج فإنه يُدْخِل في قلب المحتاج الحقد . وأي مجتمع يدخل في قلبه الحقد نجد كل المنكرات تنتشر فيه . ويعالج الحق هذه المسائل بقوله : { إِنَّمَا ٱلْحَيَاةُ ٱلدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَإِن تُؤْمِنُواْ وَتَتَّقُواْ يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ وَلاَ يَسْأَلْكُمْ أَمْوَالَكُمْ * إِن يَسْأَلْكُمُوهَا فَيُحْفِكُمْ تَبْخَلُواْ وَيُخْرِجْ أَضْغَانَكُمْ } [ محمد : 36 - 37 ] . إن الحق سبحانه وتعالى لا يسألك أن ترد عطاءه لك من المال ، إنما يطلب الحق تطهير المال بالإنفاق منه في سبيل الله ليزيد ولينمو ، وليخرج الضغن من المجتمع لأن الضغن حين يدخل مجتمعاً فعلى هذا المجتمع السلام . ولا يُفيق المجتمع من هذا الضغن إلا بأن تأتيه ضربة قوية تزلزله ، فينتبه إلى ضرورة إخراج الضغن منه لذلك يحذرنا الله أن نسمع للشيطان : { ٱلشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ ٱلْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِٱلْفَحْشَآءِ وَٱللَّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلاً وَٱللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ } [ البقرة : 268 ] . فالذي يسمع لقول الشيطان ووعده ، ولا يستمع إلى وعد الله يصبح كمن رجّح عدو الله على الله - أعاذنا الله وإياكم من مثل هذا الموقف - إن الشيطان قد وسوس لكم بالفقر إذا أنفقتم ، وخبرة الإنسان مع الشيطان تؤكد للإنسان أن الشيطان كاذب مضلل ، وخبرة الإنسان مع الإيمان بالله تؤكد للإنسان أن الله واسع المغفرة ، كثير العطاء لعباده . والحكمة تقتضي أن نعرف إلى أي الطرق نهتدي ونسير . وبعد ذلك يقول الحق : { يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَآءُ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً … } .