Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 284-284)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

استهلت الآية بتقديم " لله " على ما في السماوات والأرض ، والحق سبحانه يقول : { للَّهِ ما فِي ٱلسَّمَاواتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ } [ البقرة : 284 ] ذلك هو الظرف الكائنة فيه المخلوقات ، السماوات والأرض لم يدع أحد أنها له ، لكن قد يوجد في السماوات أو في الأرض أشياء يدعي ملكيتها المخلوقون ، فإذا ما نظرنا إلى خيرات الأرض فإننا نجدها مملوكة في بعض الأحيان لأناس بما ملكهم الله ، والبشر الذين صعدوا إلى السماء وأداروا في جوها ما أداروا من أقمار صناعية ومراكب فضائية فمن الممكن أن يعلنوا ملكيتهم لهذه الأقمار وتلك المراكب . ويلفتنا الحق سبحانه هنا بقوله : { للَّهِ ما فِي ٱلسَّمَاواتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ } [ البقرة : 284 ] وهو يوضح لنا : إنه إن كان في ظاهر الأمر أن الله قد أعطى ملكية السببية لخلقه فهو لم يعط هذه الملكية إلا عَرَضاً يؤخذ منهم ، فإما أن يزولوا عنه فيموتوا ، وإما أن يزول عنهم فيؤخذ منهم عن بيع أو هبة أو غصب أو نهب . وكلمة " لله " تفيد الاختصاص ، وتفيد القصر ، فكل ما في الوجود أمره إلى الله ، ولا يدعي أحد بسببية ما آتاه الله أنه يملك شيئاً لماذا ؟ لأن المالك من البشر لا يملك نفسه أن يدوم . نحن لم نر واحداً لم تنله الأغيار ، وما دامت الأغيار تنال كل إنسان فعلينا أن نعلم أن الله يريد من خلقه أن يتعاطفوا ، وأن يتكاملوا ، ويريد الله من خلقه أن يتعاونوا ، والحق لا يفعل ذلك لأن الأمر خرج من يده - والعياذ بالله - لا ، إن الله يبلغنا : أنا لي ما في السماوات وما في الأرض ، وأستطيع أن أجعل المسألة دولاً بين الناس . ولذلك نقول للذين يَصلون إلى المرتبة العالية في الغنى ، أو الجاه ، أو أي مجال ، لهؤلاء نقول : احذر حين تتم لك النعمة ، لماذا ؟ لأن النعمة إن تمت لك علواً وغنىً وعافيةً وأولاداً ، أنت من الأغيار ، وما دامت قد تمت وصارت إلى النهاية وأنت لا شك من الأغيار ، فإن النعمة تتغير إلى الأقل . فإذا ما صعد إنسان إلى القمة وهو متغير فلا بد له أن ينزل عن هذه القمة ، ولذا يقول الشاعر : @ إذا تـم شـيء بـدا نقـصـه تـرقـب زوالاً إذا قـيـل تـم @@ والتاريخ يحمل لنا قصة المرأة العربية التي دخلت على الخليفة وقالت له : أتم الله عليك نعمته . وسمعها الجالسون حول الخليفة ففرحوا ، وأعلنوا سرورهم ، لكن الخليفة قال لهم : والله ما فهمتم ما تقول ، إنها تقول : أتم الله عليك نعمته ، فإنها إن تمت تزول لأن الأغيار تلاحق الخلق . وهكذا فهم الخليفة مقصد المرأة . والشاعر يقول : @ نفـسي التي تمـلك الأشـياء ذاهبة فكـيف آسـى على شيء لها ذهـباً @@ إن النفس المالكة هي نفسها ذاهبة فكيف يحزن على شيء له ضاع منه ؟ والحق سبحانه يطلب منا أن نكون دائماً على ذكر من قضية واضحة هي : أن الكون كله لله ، والبشر جميعاً بذواتهم ونفوسهم وما ظهر منها وما بطن لا يخفى على الله ، والحق سبحانه لا يحاسبنا على مقتضى ما علم فحسب ، بل يحاسبنا على ما تم تسجيله علينا . إن كل إنسان يقرأ كتابه بنفسه … فسبحانه يقول : { وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَآئِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ كِتَاباً يَلْقَاهُ مَنْشُوراً * ٱقْرَأْ كِتَٰبَكَ كَفَىٰ بِنَفْسِكَ ٱلْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً } [ الإسراء : 13 - 14 ] . والحساب معناه أن للإنسان رصيداً ، وعليه أيضاً رصيد . والحق سبحانه وتعالى يفسر لنا له وعليه بالميزان كما نعرف في موازين الأشياء عندنا وهو سبحانه يقول : { وَٱلْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ ٱلْحَقُّ فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ * وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَـۤئِكَ ٱلَّذِينَ خَسِرُوۤاْ أَنْفُسَهُم بِمَا كَانُواْ بِآيَاتِنَا يِظْلِمُونَ } [ الأعراف : 8 - 9 ] . إن حساب الحق دقيق عادل ، فالذين ثقلت كفة أعمالهم الحسنة هم الذين يفوزون بالفردوس ، والذين باعوا أنفسهم للشيطان وهوى النفس تثقل كفة أعمالهم السيئة ، فصاروا من أصحاب النار . إذن نحن أمام نوعين من البشر ، هؤلاء الذين ثقلت كفة الخير في ميزان الحساب ، وهؤلاء الذين ثقلت كفة السيئات والشرور في ميزان الحساب . فماذا عن الذين تساوت الكفتان في أعمالهم . استوت حسناتهم مع سيئاتهم ؟ إنهم أصحاب الأعراف ، الذين ينالون المغفرة من الله لأن مغفرة الله وهو الرحمن الرحيم قد سبقت غضبه جل وعلا . ولو لم يجيء أمر أصحاب الأعراف في القرآن لقال واحد : لقد قال الله لنا خبر الذين ثقلت موازينهم ، وأخبار الذين خفت موازين الخير عندهم ، ولم يقل لنا خبر الذين تساوت شرورهم مع حسناتهم . لكن الحليم الخبير قد أوضح لنا خبر كل أمر وأوضح لنا أن المغفرة تسبق الغضب عنده ، لذلك فالحساب لا يكتفي الحق فيه بالعلم فقط ، ولكن بالتسجيل الواضح الدقيق ، لذلك يطمئننا الحق سبحانه فيقول : { إِلاَّ مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَـٰئِكَ يُبَدِّلُ ٱللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً } [ الفرقان : 70 ] . إن الحق يطمئننا على أن ما نصنعه من خير نجده في كفة الميزان ، ويطمئننا أيضاً على أنه - سبحانه - سيجازينا على ما أصابنا من شر الأشرار وأننا سنأخذ من حسناتهم لتضاف إلى ميزاننا ، إذن فالطمأنينة جاءت من طرفين : طمأننا الحق على ما فعلناه من خير ، فلا يُنسى أنه يدخل في حسابنا ، وطمأننا أيضاً على ما أصابنا من شر الأشرار وسيأخذ الحق من حسناتهم ليضيفها لنا . ونحن نجد في الكون كثيراً من الناس قد يحبهم الله لخصلة من خصال الخير فيهم ، وقد تكون هذه الخصلة الخيرة خفيّة فلا يراها أحد ، لكن الله الذي لا تخفى عليه خافية يرى هذه الخصلة في الإنسان ، ويحبه الله من أجلها ، ويرى الحق أن حسنات هذا الرجل قليلة ، فيجعل بعض الخلق يصيبون هذا الرجل بشرورهم وسيئاتهم حتى يأخذ من حسنات هؤلاء ليزيد في حسنات هذا الرجل . ومعنى { تُبْدُواْ مَا فِيۤ أَنْفُسِكُمْ } [ البقرة : 284 ] أي تصيروا الوجدانيات إلى نزوعيات عملية ، ولكن هل معنى { أَوْ تُخْفُوهُ } [ البقرة : 284 ] هو ألا تصيروا الوجدانيات النفسية إلى نزوعيات عملية ؟ لا ، فليس لكل شيء نزوع عملي ، ومثال ذلك الحب إن الإنسان قد يحب ، ولا يجد القدرة على النزوع ليعلن بهذا النزوع أنه محترق في حبه ، وكذلك الذي يحقد قد لا يجد القدرة على النزوع ليعلن بهذا النزوع عن حقده ، إذن فهناك أعمال تستقر في القلوب ، فهل يؤاخذ الله بما استقر في النفوس ؟ إن هذه المسألة تحتاج إلى دقة بالغة لأننا وجدنا بعضاً من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم قد وقفوا فيها موقفاً أبكى بعضهم ، هذا عبد الله بن عمر رضي الله عنهما حينما سمع هذه الآية قال : لئن آخذنا الله على ما أخفينا في نفوسنا لنهلكن . وبكى حتى سُمع نشيجه بالبكاء . وبلغ ذلك الأمر ابن عباس فقال : يرحم الله أبا عبد الرحمن لقد وجد إخوانُه المسلمون مثلما وجد من هذه الآية . فأنزل الله بعدها { لاَ يُكَلِّفُ ٱللَّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا } [ البقرة : 286 ] إلى آخر السورة . ولنعلم أن نوازع النفس كثيرة فهناك شيء اسمه " هاجس " وهناك شيء آخر اسمه " خاطر " وهناك ما يسمى " حديث نفس " ، وهناك " هم " وهناك " عزم " ، إنها خمس حالات ، والأربع الأولى من هذه الحالات ليس فيها شيء ، إنما الأخيرة التي يكون فيها القصد واضحاً يجب أن نتنبه لها ولنتناول كل حالة بالتفصيل . إن الهاجس هو الخطرة التي تخطر دفعة واحدة ، أما الخاطر فهو يخطر … أي يسير في النفس قليلاً ، وأما حديث النفس فإن النفس تظل تتردد فيه ، وأما الهم فهو استجماع الوسائل ، وسؤال النفس عن كل الوسائل التي ينفذ بها الإنسان رغباته ، أما العزم القصد فهو الوصول إلى النهاية والبدء في تنفيذ الأمر . والقصد هو الذي يُعني به قوله تعالى : { وَإِن تُبْدُواْ مَا فِيۤ أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ ٱللَّهُ } [ البقرة : 284 ] وقد وجدنا كثيراً من العلماء قد وقفوا عند هذا القول وتساءل بعض من العلماء : هل الآية التي جاءت بعد ذلك والتي يقول فيها : { لاَ يُكَلِّفُ ٱللَّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا } [ البقرة : 286 ] هل هي نسخ للآية السابقة عليها ؟ ولكن نحن نعرف أن الآية هي خبر ، والأخبار لا تنسخ إنما الأحكام هي التي يتم نسخها ، وعلى ذلك يكون القصد والعزم على تنفيذ الأمر هو المعنى بقوله الحق : { وَإِن تُبْدُواْ مَا فِيۤ أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ ٱللَّهُ } [ البقرة : 284 ] فهذا هو الذي يحاسبنا الله عليه . وعندما يقول الحق سبحانه : { فَيَغْفِرُ لِمَن يَشَآءُ } [ البقرة : 284 ] فمن هم ؟ لقد بين الله من يشاء المغفرة لهم ، إنهم الذين تابوا ، وهم الذين أنابوا إلى الله ، هم الذين قال فيهم الحق : { إِلاَّ مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَـٰئِكَ يُبَدِّلُ ٱللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً } [ الفرقان : 70 ] . وتبديل المغفرة حسنة مسألة يجب أن يقف عندها الإنسان المكلف من الله وقفة ليرى فضل الله ، لأن الذي صنع سيئة ثم آلمته ، فكما آلمته السيئة التي ارتكبها وحزن منها ، فإن الله يكتب له حسنة . ولكن الذي لم يصنع سيئة لا تفزعه هذه ، وبعض العارفين يقول : رُبَّ معصية أورثت ذُلاً وانكساراً خير من طاعة أورثت عِزّاً واستكباراً . إنك لتجد الخير الشائع في الوجود كله ربما كان من أصحاب الإسراف على أنفسهم في شيء ما قد اقترفوه وتابوا عنه ولكنه لا يزال يؤرقهم . يكون الواحد منهم قوياً في كل شيء ، إلا أنه ضعيف أمام مسألة واحدة ، وضعفه أمام هذه المسألة الواحدة جعله يعصي الله بها وهو يحاول جاهداً في النواحي التي ليس ضعيفاً فيها أن يزيد كثيراً في حسناته ، حتى يمحو ويُذهب الله هذه بهذه . فالخير الشائع في الوجود ربما كان من أصحاب السيئات الذين أسرفوا على أنفسهم في ناحية من النواحي ، فيشاء الله سبحانه وتعالى أن يجعلهم متجهين إلى نواحٍ من الخير قائلين : ربما هذه تحمل تلك . لكن الذي يظل رتيباً هكذا لا تلذعه معصية ربما تظل المسائل فاترة في نفسه . ولذلك يجب أن ننظر إلى الذين أسرفوا على أنفسهم لا في زاوية واحدة ، ولكن في زوايا متعددة ، ونتأدب أمامهم وندعو الله أن يعفيهم مما نعرفه عنهم ، وأن يبارك لهم فيما قدموه ليزيل الله عنهم أوزار ما فعلوا . وبعض العلماء يرى في قوله الحق : { فَيَغْفِرُ لِمَن يَشَآءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَآءُ } [ البقرة : 284 ] أن الله قد جعل المغفرة أمراً متعلقاً بالعابد لله ، فإن شئت أن يغفر الله لك فأكثر من الحسنات حتى يبدل الله سيئاتك إلى حسنات . وإن شئت أن تعذب - وهذا أمر لا يشاؤه أحد - فلا تصنع الحسنات . وهذه المسألة تجعلنا نعرف أن الحق سبحانه وتعالى حين يطلب منا الإيمان به فإنه يُملكنا الزمام . وبمجرد إيماننا به فنحن نتلقى منه زمام الاختيار ، والدليل واضح في الحديث القدسي : عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الله - عز وجل - : " أنا عند ظن عبدي بي ، وأنا معه حين يذكرني . إن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ هم خيرٌ منهم وان تقرب مني شبراً تقربت إليه ذراعاً ، وإن تقرب إلىّ ذراعاً ، تقربت منه باعاً ، وإن أتاني يمشي أتيتُه هَرْوَلَةً " . إذن فبمجرد إيمانك ملكك الله الزمام ، فإن أردت أن يتقرب الله إليك ذراعاً ، فتقرب أنت إليه شبراً ، فالزمام في يدك . وإن شئت أن يتقرب الله منك باعاً ، فتقرب أنت ذراعاً . وإن شئت أنت أن يأتي ربك إليك مهرولاً - جرياً - فأت إليه مشياً . فبمجرد أن يراك الله وأنت تقبل وتتجه إليه ، كأنه يقول لك : لا … استرح أنت ، أنا الذي آتي إليك . ولذلك قلنا من قبل في مسألة الصلاة حين تؤمن - أيها العبد - بالله وبعد ذلك ينادي المؤذن للصلاة ، فتذهب أنت إلى الصلاة ، صحيح أنت تذهب إلى الصلاة المفروضة ، لكن هل منعك الله أن تقف بين يديه في أية لحظة ؟ . لقد طلب الله منك أن تحضر بين يديه خمس مرات في اليوم ، وبعد ذلك ترك الباب مفتوحاً لك - أيها المؤمن - فالله لا يمل حتى يمل العبد . والإنسان في حياته العادية - ولله المثل الأعلى - إذا أراد أن يقابل عظيماً من العظماء فإن الإنسان يطلب الميعاد ، فإما أن يقبل العظيم من البشر لقاء من يطلب الميعاد أو يرفض . وإذا قبل العظيم من البشر لقاء من يطلب الميعاد ، فإن العظيم من البشر يحدد الزمن ، ويحدد المكان ، وربما طلب العظيم من البشر أن يعرف سبب وموضوع المقابلة . لكن الله يترك الباب مفتوحاً أمام العبد المؤمن ، يلقى الله عنده في أي شيء ، وفي أي وقت ، وفي أي مكان ، وفي أي زمان . @ حسب نفسي عزاً بأنِّيَ عبد يحتفِي بي بلا مواعيد ربُّ هو في قدسه الأعز ولكن أنا ألقى متى وأين أحبُّ @@ الزمام إذن في يد من ؟ . إن الزمام في يد العبد المؤمن . لذلك فالذين قالوا في فَهْم { فَيَغْفِرُ لِمَن يَشَآءُ } [ البقرة : 284 ] إن البشر في أيديهم أمر المغفرة لهم ، فإن شاء البشر أن يغفر الله لهم فإنهم يفعلون أسباب المغفرة ، ويتوبون إلى الله ، ويكثرون من الحسنات ، ومن يريد أن يتعذب فليظل سادراً في غيه في فعل السيئات . ثم بعد ذلك يقول الله عز وجل : { آمَنَ ٱلرَّسُولُ بِمَآ أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَٱلْمُؤْمِنُونَ … } .