Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 59-59)
Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
الله سبحانه وتعالى يشرح لنا في هذه الآية الكريمة كيف أن اليهود قوم معصية برغم نعم الله عليهم … فلو أن الله سبحانه وتعالى كلفهم تكليفا لم يستطيعوه لأنه شاق عليهم فربما كان لهم عذرهم … ولكن الله تبارك وتعالى لا يكلف إلا بما هو في طاقة الإنسان أو أقل منها … فيقول جل جلاله : { لاَ يُكَلِّفُ ٱللَّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا ٱكْتَسَبَتْ } [ البقرة : 286 ] . والله تبارك وتعالى لم يكلف بني إسرائيل بأن يدخلوا هذه القرية التي يقال : إنها القدس ويقال إنها قرية في فلسطين أو قرية في الأردن … إلا بناء على طلبهم هم . فهم الذين طلبوا من موسى أن يدعو الله لهم أن يدخلوا وادياً فيه زرع … ليأكلوا مما تنتج الأرض ويطمئنوا على طعامهم … لأنهم يخافون أن يأتي يوم … لا ينزل عليهم المن والسلوى من السماء … فلما استجاب الله لدعواهم وقال لهم ادخلوا الباب خاشعين . وقولوا يا رب حط عنا ذنوبنا … بدل بنو إسرائيل القول فبدلاً من أن يقولوا حطة قالوا حنطة … وبدلوا طريقة الدخول فبدلاً من أن يدخلوا ساجدين دخلوا على ظهورهم زاحفين ، وكان هذا رغبة في المخالفة … فأصابهم الله بعذاب من السماء بما كانوا يفسقون … أي يبتعدون عن منهج الله ولا يطبقونه . رغبة في المخالفة وإصراراً على العناد .