Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 69-69)
Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
بحثوا عن سؤال آخر : ما لونها ؟ كأن الله تبارك وتعالى حين حدثهم عن السن فتحوا الأبواب ليسألوا ما لونها ؟ مع أنه سبحانه وتعالى قال لهم : { فَٱفْعَلُواْ مَا تُؤْمَرونَ } [ البقرة : 68 ] … فلم يفعلوا بل سألوا ما لونها ؟ { قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَآءُ } [ البقرة : 69 ] والصفرة لون من الألوان … ثم قال جل جلاله : { فَاقِـعٌ لَّوْنُهَا } [ البقرة : 69 ] … يعني صفرة شديدة … ثم قال : { تَسُرُّ ٱلنَّاظِرِينَ } … يعني أن كل من ينظر إليها يُسر لنضارتها ونظافتها وحسن مظهرها وتناسق جسدها … وصف البقرة بأنها صفراء هذا لون معروف … وفي الألوان لا يمكن أن تحدد لونا إلا برؤيته … ولذلك فإن المحسَّات في الألوان لابد أن تسبق معرفتها وبعد ذلك تأتي باللون المطلوب … لذلك لا يقال صفراء فقط لأنك لا تستطيع تحديده لأن اللون الأصفر له درجات لا نهاية لها … ومزج الألوان يعطيك عدداً لا نهائياً من درجاتها … ولذلك فإن المشتغلين بدهان المنازل لا يستطيعون أن يقوموا بدهان شقة بلون إلا إذا قام بعمل مزيج اللون كله مرة واحدة … حتى يخرج الدهان كله بدرجة واحدة من اللون … ولكن إذا طلبت منه أن يدهن الشقة باللون نفسه … بشرط أن يدهن حجرة واحدة كل يوم فإنه لا يستطيع … فإذا سمعت صفراء يأتي اللون الأصفر إلى ذهنك … فإذا سمعت " فاقع " فكل لون من الألوان له وصف يناسبه يعطينا دقة اللون المطلوب … " فاقع " أي شديد الصفرة . أظن أن المسألة قد أصبحت واضحة … إنها بقرة لونها أصفر فاقع تسر الناظرين … وكان من المفروض أن يكتفي بنو إسرائيل بذلك ولكنهم عادوا إلى السؤال مرة أخرى .