Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 68-68)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وكان سؤالهم يبين نقص درجة الإيمان عندهم … لم يقولوا ادع لنا ربنا … بل قالوا ادع لنا ربك ، وكأنه رب موسى وحده … ولقد تكررت هذه الطريقة في كلام بني إسرائيل عدة مرات … حتى إنهم قالوا كما يروي لنا القرآن الكريم : { فَٱذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلاۤ إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ } [ المائدة : 24 ] . ولقد استمر الحوار بينهم وبين موسى فترة طويلة … يوجهون السؤال لموسى فيدعو الله فيأتيه الجواب من الله تبارك وتعالى … فبدلاً من أن ينفذوا الأمر وتنتهي المسألة يوجهون سؤالاً آخر … فيدعو موسى ربه فيأتيه الجواب ، ويؤدي الجواب إلى سؤال في غير محله منهم … ثم يقطع الحق سبحانه وتعالى عليهم أسباب الجدل … بأن يعطيهم أوصافاً لبقرة لا تنطبق إلا على بقرة واحدة فقط … فكأنهم شددوا على أنفسهم فشدد الله عليهم … نأتي إلى أسئلة بني إسرائيل … يقول الحق سبحانه وتعالى : { قَالُواْ ٱدْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ } [ البقرة : 68 ] … سؤال لا معنى له ولا محل … لأن الله تبارك وتعالى قال لهم إنها بقرة … ولم يقل مثلاً إنها حيوان على إطلاقه فلم يكن هناك محل للسؤال … فجاء الحق تبارك وتعالى يقول لهم : { إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ فَارِضٌ وَلاَ بِكْرٌ } [ البقرة : 68 ] … الفارض في اللغة هو الواسع والمراد به بقرة غير مسنة … ولكن ما العلاقة بين سن البقرة وبين الواسع ؟ البقرة تتعرض للحمل كثيراً وأساساً هي للبن وللإنجاب … وما دامت قد تعرضت للحمل كثيراً يكون مكان اللبن فيها في اتساع … أي أن بطنها يزداد اتساعاً مع كل حمل جديد … وعندما يكون بطن البقرة واسعاً يعرف أنها مسنة وولدت كثيراً وصارت فارضاً . وكلمة " بكر " لها معانٍ متعددة أنه لم يطأها فحل … ومنها أنها بكر ولدت مرة واحدة … ومنها أنها ولدت مراراً ولكن لم يظهر ذلك عليها لأنها صغيرة السن . وقوله تعالى : { عَوَانٌ بَيْنَ ذٰلِكَ } [ البقرة : 68 ] … يعني وسط بين هذه الأوصاف كلها … الحق بعد ذلك يقرعهم فيقول : { فَٱفْعَلُواْ مَا تُؤْمَرونَ } [ البقرة : 68 ] … يعني كفاكم مجادلة ونفذوا أمر الله واذبحوا البقرة … ولكنهم لم يسكنوا إنهم يريدون أن يحاوروا … ولذلك غيروا صيغة السؤال .