Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 73-73)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

احتدم الخلاف بين بني إسرائيل وكادت تحدث فتنة كبيرة … فقرروا أن يلجأوا إلى موسى عليه السلام ليطلب من الله تبارك وتعالى أن يكشف لهم لغز هذه الجريمة ويدلهم على القاتل … وجاء الأمر من الله سبحانه وتعالى أن اذبحوا بقرة ولو ذبحوا بقرة أية بقرة لانتهت المشكلة … ولكنهم ظلوا يقولون ما لونها وما شكلها إلى آخر ما رويناه … حتى وصلوا إلى البقرة التي كان قد استودعها الرجل الصالح عند الله حتى يكبر ابنه فاشتروها وذبحوها … فأمرهم الله أن يضربوه ببعضها . أي أن يضربوا القتيل بجزء من البقرة المذبوحة بعد أن سال دمها وماتت … وانظر إلى العظمة في القصة … جزء من ميت يُضرب به ميت فيحيا … إذن المسألة أعدها الحق بصورة لا تجعلهم يشكون أبداً … فلو أن الله أحياه بدون أن يضرب بجزء من البقرة . لقالوا لم يكن قد مات ، كانت فيه حياه ثم أفاق بعد إغماءة . ولكن الله أمرهم أن يذبحوا بقرة حتى تموت ليعطيهم درساً إيمانياً بقدرة الله وهم الماديون الذين لا يؤمنون إلا بالماديات … وأن يأخذوا جزءاً أو أجزاء منها وأن يضربوا به القتيل فيحيا وينطق باسم قاتله ويميته الله بعد ذلك … يقول الحق جل جلاله … { كَذَلِكَ يُحْيِي ٱللَّهُ ٱلْمَوْتَىٰ وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ } [ البقرة : 73 ] ليرى بنو إسرائيل وهم على قيد الحياة كيف يحيى الله الموتى وليعرفوا أن الإنسان لا يبقى حياً بأسباب الحياة … ولكن بإرادة مسبب الحياة في أن يقول " كن فيكون " .