Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 20, Ayat: 47-47)
Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
ونلحظ هنا أنهما لم يواجهاه بما ادعاه من الألوهية مرة واحدة ، إنما أشارا إلى مقام الربوبية { رَسُولاَ رَبِّكَ … } [ طه : 47 ] وهذه هِزّة قوية تزلزل فرعون ، ثم تحوّلا إلى مسألة أخرى ، وهي قضية بني إسرائيل ، وكان فرعون يُسخِّرهم في خدمته ويُعذِّبهم ويشقّ عليهم . { فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ … } [ طه : 47 ] فقد جئنا لنأخذ أولادنا وننقذهم من هذا العذاب { قَدْ جِئْنَاكَ بِآيَةٍ … } [ طه : 47 ] أي : معجزة { مِّن رَّبِّكَ … } [ طه : 47 ] فأعادوا عليه هذه الكلمة مرة أخرى . وقد علّمهما الحق سبحانه كيف يدخلون على فرعون ؟ وكيف يتحدثون معه في أمر لا يمسّ كبرياءه وألوهيته . وبنو إسرائيل هم البقية الباقية من يوسف عليه السلام وإخوته ، لما جاءوا إلى مصر في أيام العزيز الذي قرَّب يوسف وجعله على خزائن الأرض ، كما قال تعالى في قصة يوسف : { وَقَالَ ٱلْمَلِكُ ٱئْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ ٱلْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ * قَالَ ٱجْعَلْنِي عَلَىٰ خَزَآئِنِ ٱلأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ } [ يوسف : 54 - 55 ] . وقوله : { وَٱلسَّلاَمُ عَلَىٰ مَنِ ٱتَّبَعَ ٱلْهُدَىٰ } [ طه : 47 ] وهذه ليست تحية لأنك تُحيي مَنْ كان مُتبعاً للهدى ، وتدعو له بالسلام ، فإنْ لم يكُنْ كذلك فهي نهاية للكلام . لذلك كان يكتبها رسول الله صلى الله عليه وسلم في كتبه إلى المقوقس عظيم القبط ، وإلى هرقل عظيم الروم ، يقول : " اسلم تسلم ، يؤتِكَ الله أجرك مرتين ، فإنْ توليت فإنما عليك إثم الأريسيين والسلام على مَنِ اتبع الهدى " . قال موسى وهارون لفرعون : { إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنَآ … } .