Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 20, Ayat: 46-46)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

أي : لن أسلمكما ولن أترككما ، وأنا معكما أسمع وأرى لأن الحركة إما قول يُسمع ، أو فعل يُرى ، فاطمئنّا ، لأننا سنحفظكما ، وقد قال تعالى : { وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا ٱلْمُرْسَلِينَ * إِنَّهُمْ لَهُمُ ٱلْمَنصُورُونَ * وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ ٱلْغَالِبُونَ } [ الصافات : 171 - 173 ] . وهذه سُنة من سُنَن الله تعالى ، فإنْ رأيتَ جنداً من الجنود منسوبين لله تعالى وهُزِمُوا ، فاعلم أنهم انحلوا عن الجندية لله ، وإلا فوعْد الله لجنوده لا يمكن أن يتخلف أبداً . والدليل على ذلك ما حدث للمسلمين في أُحُد ، صحيح أن المسلمين هُزِموا في هذه الغزوة لأنهم انحرفوا عن أوامر رسول الله صلى الله عليه وسلم وخالفوه عندما قال للرماة : " لا تتركوا أماكنكم على أيّ حال من الأحوال " ، لكن بمجرد أنْ رأوا بوادر النصر تركوا أماكنهم ، ونزلوا لجَمْع الغنائم ، فالتف من خلفهم خالد بن الوليد وألحق بهم الهزيمة ، وإن انهزم المسلمون فقد انتصر الإسلام لأنهم لما خالفوا أوامر رسولهم انهزموا ، وبالله لو انتصروا مع المخالفة أكان يستقيم لرسول الله أمر بعد ذلك ؟ ففي الآية التي معنا يطمئنهم الحق - تبارك وتعالى - حتى لا يخافا ، فقدرة الله ستحفظهما ، وسوف تتدخل إنْ لزمَ الأمر كما تدخلْت في مسألة التمرة والجمرة ، وهو صغير في بيت فرعون . ثم يقول لهما الحق سبحانه وتعالى : { فَأْتِيَاهُ فَقُولاۤ إِنَّا رَسُولاَ رَبِّكَ … } .